عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

البعض يتساءل: هل من الممكن أن يترك بوتين الحكم كما فعلت ميركل؛ والإجابة ببساطة إن فلاديمير بوتين المقيم فى روسيا؛ وكان قائداً لروسيا بشكل أو بآخر منذ عام 2000، عندما كان يبلغ من العمر 48 عاماً فقط؛ وظل فى المنصب لفترة طويلة لدرجة أن جيلاً كاملاً من الشباب الروس قد بلغ سن الرشد ولم يعرفوا أى زعيم آخر. ومع ذلك، يبدو أن بوتين يدرك أنه حان وقت الرحيل، لذلك يقوم بترتيبات لضمان بقاء الاستقرار الذى جلبه لروسيا. فى الغرب، ينظر إلى بوتين على أنه مستبد لا يرحم؛ هدفه الوحيد هو تأمين السلطة الشخصية مع إثراء نفسه؛ أما حلفاؤه فيرون أن هدفه النهائى تمثل فى استعادة الأراضى التى فقدت خلال سقوط الاتحاد السوفيتى.

بالطبع بوتين استخدم جميع الأدوات المتاحة له بما فى ذلك التخويف والمحاكمات الجنائية والعنف لتأمين قبضته الشخصية على السلطة، ولكن على مستوى الدولة، فإن هذه الإجراءات هى وسيلة لتحقيق غاية وليست غاية فى حد ذاتها. ولقد أحدث طفرة اقتصادية غيرت حياة المواطنين الروس العاديين بعد اليأس الذى ساد فى التسعينيات، وأرسى أسس شعبية بوتين. إلى جانب ذلك، جاءت سلسلة من الإجراءات المحفوفة بالمخاطر ولكن المحسوبة بدقة تهدف إلى تأمين ما تعتبره روسيا مصالحها الأمنية الأساسية، بما فى ذلك الوصول إلى البحر الأسود والهيمنة فى القوقاز. وقمع الكرملين بلا رحمة الدعوات الشعبية لإعادة توحيد الشعب الروسى فى دول البلطيق وآسيا الوسطى.

بالطبع بوتين ليس المسئول الوحيد عن تشكيل السياسات الخارجية والداخلية لروسيا، أو الهياكل الحكومية التى تسنها؛ فهو يرأس siloviki من القوات المسلحة وأجهزة الأمن، وأقطاب المنطقة؛ يستفيد بوتين وشبكته بشكل مباشر من مناصبهم فى السلطة، وبالتالى، فإن القيادة الروسية مع استمرار بوتين فى العمل كحاكم رئيسى تطلعت إلى إقامة استقرار سياسى طويل الأمد كان من شأنه أن يمنع قادة المستقبل من الإخلال بالتوازن الذى خلقوه. ومن منظور بوتين الوطنى، فإن هذا من شأنه أن يجنب روسيا زعيماً ضعيفاً آخر مثل الرئيس السابق بوريس يلتسين الذى سيسمح للدولة بأن تضعف من الداخل. والآلية الرئيسية لتأمين هذه الاستمرارية هى المجموعة الأخيرة من التغييرات الدستورية التى تم سنها داخل روسيا، والتى خلقت تحولاً دقيقاً ولكنه مهم فى الحكم.

وفى الحقيقة إن كل المحاولات السابقة لإلغاء الطابع الشخصى واللامركزية فى السياسة الروسية كانت فاشلة بشكل عام، وهناك تحديات هائلة فى المستقبل ستجهد قدرة أصحاب المصلحة المعنيين على الحفاظ على الإجماع فى غياب شخصية قيادية واحدة. ستصبح ميزانية روسيا التى تهيمن عليها الهيدروكربونات أكثر ضغطاً حيث من المتوقع أن يتضاءل الإنتاج المحلى وركود أو انكماش الطلب العالمى على النفط. ومع الاقتصاد المحدود، من المرجح أن يؤدى السخط الشعبى الممزوج بتغير الأجيال إلى مطالبات بالتحرير. ومن المرجح أن تحدث المشكلات الديموجرافية فى العقد الثالث من القرن الحالى، ما يزيد الضغط على القوى العاملة ويدعم شيخوخة السكان

بالنظر إلى تاريخ روسيا وواقع ديناميكيات قوتها الداخلية، فمن المتوقع أن يؤدى خروج بوتين المشهد، سواء عن طريق التقاعد الحقيقى أوالموت، إلى إطلاق منافسة شديدة داخل النخب الروسية، ولكن دون شخصيته القوية والسلطة المركزية التى يجسدها، فإن مثل هذا الصراع قد يؤدى إلى انقسام الهيئات الحكومية الروسية ويؤدى إلى طريق مسدود بدلاً من الإجماع.