عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صواريخ

 

 

تتعاظم أهمية الاستثمار السياحى باعتباره موردًا اقتصاديًا هامًا، ربما يفوق نشاطات اقتصادية تقليدية، الأمر الذى جعل منه سوقًا تنافسيًا عالميًا فى العقود الأخيرة بعد أن تحول إلى صناعة هامة وأحد روافد الدخل القومى والتنمية المستدامة.

ولأن مصر دولة حباها الله بثروة طبيعية هائلة وفريدة فى هذا الجانب، وبتنوع سياحى حيث المناخ الجاذب صيفًا وشتاء، وبالحضارة العريقة الضاربة فى جذور التاريخ بآثارها المتنوعة فرعونية ويونانية رومانية وقبطية وإسلامية وأيضًا السياحة العلاجية والدينية والمؤتمرات، وجميعها تمتاز بتنوع جغرافى فى شتى ربوع مصر من أقصى الشمال إلي أقصى الجنوب، وإذا أضفنا إلى كل هذا حالة الاستقرار السياسى والأمنى والاقتصادى الذى تتمتع به مصر، فإننا نصبح أمام أكبر مشروع للاستثمار السياحى يجب أن يتحول إلي هدف استيراتيجي بحيث تكون مصر واحدة من أهم مقاصد السياحة فى العالم.. والحقيقة أن مصر التي تحركت فى شتى الاتجاهات منذ سبع سنوات لاستعادة مكانتها علي شتى الأصعدة والاستفادة من كامل ثرواتها تشهد الآن اهتماما كبيرا يوليه الرئيس عبدالفتاح السيسى لهذا القطاع، ورأينا متابعته الدقيقة وتصدره لمشهد موكب المومياوات الملكية وافتتاح متحف الحضارة بالفسطاط، وكان تطوير المنطقة المحيطة بكاملها بمثابة إعلان الوعى الثقافى بأهمية وقيمة الجذب السياحى.. ومنذ أيام قليلة مررت من أمام المتحف المصرى الكبير فى منطقة الرماية، وانتابتنى حالة من الذهول والفخر فى آن واحد بعد أن تغيرت ملامح المنطقة بالكامل وبشكل يشبه المعجزة، لأننى حضرت وضع حجر الأساسى لهذا المتحف قبل عقدين فى حضور الرئيس الأسبق مبارك والفنان المبدع فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق صاحب فكرة هذا المشروع، والذى كان يمثل له حلمًا عظيمًا وبأفكار خيالية تتحقق الآن علي أرض الواقع بشكل يفوق كل الطموحات بعد أن أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسى توجيهاته بتطوير كامل المنطقة.

الحقيقة أن مصر تخطو نحو المستقبل بركيزة أساسية واضحة تنطلق من رؤيتها الحضارية التاريخية بهذا المتحف الذى يعد أكبر مشروع حضارى ثقافى علمى فى العالم، وما يتم الآن من تحديث شامل للمنطقة وبانوراما المتحف مع الأهرامات هو بمثابة إعلان تلاقى حضارتين لمصر قبل آلاف السنين ومصر الآن فى الجمهورية الجديدة بكل ما تشهده من حداثة وتطور ممثلة فى هذا المجمع الثقافى المقام فى مواجهة أهرامات الجيزة علي مساحة نصف مليون متر مربع شاملة مبنى المتحف لعرض مائة ألف قطعة أثرية فريدة ومراكز البحث العلمى ومجمعًا ثقافيًا وأنشطة ترفيهية ومنطقة مطاعم ومسارح.. واستعدادًا لهذا الحدث العالمى قام الرئيس السيسى بافتتاح مساكن روضة حدائق الأهرام كمساكن بديلة لأبناء نزلة السمان لاستكمال تطوير منطقة الأهرامات وأبوالهول التي عانت فى العقود السابقة من سوء التخطيط والعشوائيات والتعديات وعدم السيطرة علي الباعة الجائلين وغيرها من أشكال التلوث السمعى والبصرى والبيئى وخصمت كثيرًا من أهم منطقة أثرية سياحية فى العالم باعتبارها واحدة من عجائب الدنيا السبع وتضعها منظمة اليونسكو علي رأس تراث العالم، وحان الوقت لتستعيد المنطقة قيمتها التاريخية والسياحية والاقتصادية، وسيكون افتتاح المتحف والمنطقة هو حدث وحديث القرن وأفضل إطلالة للعالم على الجمهورية الجديدة.

حمى الله مصر

نائب رئيس الوفد