رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

 

 

 

قرأت مقالًا مهمًا على الفيس بوك للدكتور أيمن تعيلب الأستاذ بجامعة السويس. ورأيت أنه من الضرورى إعادة نشر هذا المقال نظرًا لأهميته، وضرورة قيام وزارة التربية والتعليم باتخاذ موقف سريع بشأن ما ورد به من معلومات مهمة قبل بدء العام الدراسى وفيما يلى نص المقال:

عندما دعتنى ابنتى سماء ذات الثمانى سنوات وهى طالبة فى الصف الرابع الابتدائى هذا العام 2021 - 2022 إلى ضرورة قراءة وشرح قصيدة شعرية مقررة عليها فى الكتاب المدرسى لأنها صعبة، كنت فى مكتبى أقرأ رسالة دكتوراه لأحد طلابى تمهيدا لمناقشته قريبًا بإحدى كليات الآداب، تركت رسالة الدكتوراه على الفور بسبب إلحاح ابنتى علاوة على أننى ضعيف جدًا أمام هذه البنت من بناتى خاصة، وما إن أمسكت بالكتاب وبدأت أقرأ النص حتى أحسست بضيق شديد واستفزاز أشد، لأننى شاهدت كذبًا مرعبًا من وزارة التربية والتعليم على طلابنا وأبنائنا البرآء فى هذه المرحلة التكوينية الابتدائية التى تكون وعى التلميذ ليعرف حقيقة كل شىء من حوله فى تاريخ بلاده شعره ونثره، وما سيترتب على ذلك من آثار ضخمة فى حياة الطالب وحياة وطنه الذى ينتمى إليه، وجدت قصيدة عنوانها (فى حب مصر) ثم كتب تحتها مؤلفو الكتاب المدرسى أنها من تأليف الشاعر أحمد شوقى أمير الشعراء، ثم أتبعوا القصيدة بصورة لأمير الشعراء، لكننى بعد قراءتى القصيدة شككت تماما أن يكون هذا أسلوب أحمد شوقى فى الشعر فأنا أستاذ جامعى بجامعة السويس وتخصصى فى النقد الأدبى الحديث، وأظن أن هذا كاف أن أكون متمرسا بطعم أسلوب أحمد شوقى، رجعت على الفور إلى ديوان شوقى وكان على بعد مترين من يدى فى مكتبتى، وابنتى تنظر إلى فى دهشة واستغراب ثم تقول لى يا بابا: لو سمحت أنت رايح فين؟، من فضلك يا بابا اشرح لى القصيدة أنا مش فاهمة حاجة منها خالص، نظرت إلى ابنتى فى حب وشفقة وحزن كأننى أنظر فى وجوه كل بنات مصر الصغيرات اللائى لم يتعدين الثمانى سنوات وهن يتنفسن تدليس وزارة التربية والتعليم عليهن، وأرجو ألا يكبر على نفس وكرامة الوزارة ومركز تطوير التعليم أن أصفهم بالتدليس والكذب وإلا فليقولوا لى بماذا أصفهم؟ هل أصفهم بالكذب أم بالتزوير أم بالتدليس أم بالجهل أم بعدم الأمانة، أم بعدم القدرة على تحمل المسئولية، فليختاروا صفة لهم من بين كل هذه الصفات أو غيرها من الصفات التى تحلو لهم.

فى الحقيقة اشتعلت غضبا واتصلت على الفور بصديقى القديم الدكتور محمد غنيم الموجه العام للغة العربية بمحافظة الشرقية لأنه صديق دراسة أولا وكاتب أديب مبدع ثانيا يتمتع بالخلق الجم والعلم الوافر ومعروف بغيرته الشديدة على أبنائنا ووطنيته مشهود بها فى عمله العام، حكيت له ما حدث فتوجع مثلى ووعدنى بأنه سينهى هذا الخطأ الجسيم. دون إحداث أى ضجيج أو صخب حول ما حدث.

لكننى لست من أهل الضجيج ولا من محبى الصخب، بل من الخير لنا أن نضج ونصخب كلما رأينا صورة قاسية من صور القبح العام المقرر على طلابنا، ألم يكتف مركز تطوير المناهج بآلام كورونا على بناتنا الصغار البرآء فأراد أن يزيدهن كورونا شعرية أخرى تصيبهن فى مقتل فكذب عليهن بقصيدة نسبها لأحمد شوقى زورا وهى ليست له ثم التقط صورة لأمير الشعراء ثم وضعها تحت القصيدة حتى تكتمل المسرحية الهزلية ثم عرف أمير الشعراء بكلمتين اثنتين فقط فقال عنه: انكب على الشعر وكان أمير الشعراء. مع أن كل شعراء العالم انكبوا على أشعار من سبقوهم ولم يصيروا أمراء للشعر!!

ولست أدرى لماذا فعل مركز تطوير التعليم هذا بأبنائنا؟ أن يأتى بقصيدة (فى حب مصر) فينسبها لأمير الشعراء أحمد شوقى بينما هى فى الحقيقة للشاعر المهندس الصديق وحيد حامد قابل الدهشان؟ هل كل هذا فى حب مصر يا مركز التطوير؟ هل إلى هذا الحد نسخر من عقول بناتنا وأولادنا فى طفولتهم البريئة الأولى وهم يتفتحون على معرفة الحقائق من حولهم فنقول لهم إن أحمد شوقى أمير الشعراء هو وحيد حامد قابل الدهشان، وأن وحيد حامد قابل الدهشان هو أمير الشعراء أحمد شوقى؟، يا سلام على افتراء مركز تطوير واسمحوا لى أن أصفه بقسوة شديدة فهذا إهمال جسيم فى تحمل المسئولية. أرجو أن يتدخل السيد الوزير طارق شوقى وهو عالم جليل يدرك خطورة ما حدث حتى يحاسب هؤلاء القائمين على أمانة تعليم أبنائنا لأنهم فى الحقيقة لم يقوموا بالأمانة على وجهها الصحيح النافع للبلاد والعباد.

د. أيمن تعيلب

** هل يتم تدارك هذا الخطأ أم الإصرار على تضليل التلاميذ.