عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لعل وعسى

استكمالًا للمقال السابق فقد تم استعراض ستة معايير ذكية تبحث عنها منظمة الأمم المتحدة كضمانة أساسية لتحقيق الأهداف الانمائية الدولية لأى مشروع، وقد تبقى المعيار الذكى السابع المتمثل فى توطين التنمية المستدامة فى كل خطواتها.

وهنا لا بد من الربط بين هذا التوطين وبين المؤشرات الواجب توافرها لأى دولة لضمان كسب التأييد العالمى واقتصاديًا ضمان وجود قدرة من الدولة على جذب الاستثمارات، وهنا يتحتم علينا ضرورة التعرف على المجموعات الست التى استقرت عليها النماذج العالمية الناجحة والتى تتمثل فى مجموعة الثقافة ولا يكتفى هنا بالفن بل بقدرة الدولة على استغلال موارها خاصة الفنية والسياحة وما يحدث الآن من اهتمام غير عادى باستعادة بريق ووميض حضارة مصر الفرعونية من اعادة طريق الكباش وانشاء العديد من المتاحف وزيادة حجم الصادرات الابداعية لحضارة مصر دليل على أن رؤية استراتيجية لصناعة السياحة فى مصر لزيادة عدد الزائرين والوصول الى ايرادات سياحة ٥٠ مليار دولار فى السنة وهو أمر ليس ببعيد على بلد يمتلك كل مقومات وأركان السياحة العالمية والمجموعة الثانية التعليم.

وهنا لا يجب أن نتحدث عن أفعال وسياسات داخلية ولكن هناك مؤشرات يحب الارتكاز عليها مثل عدد الجامعات المصرية الموجودة فى التصنيف الدولى وكذلك عدد الطلاب الأجانب الذين يدرسون لدينا ومقارنة هذا العدد بالأعداد السابقة ومع الدول المشابهة لنا، وايضا عدد الأبحاث المنشورة عالميًا وعدد مراكز التفكير مع عدم اغفال حجم الانفاق على التعليم من قيمة الناتج المحلى الاجمالى والتى نتمنى أن تصل فى السنوات القادمة لأكثر من ١٠٪ من الناتج المحلى الاجمالى وهو أمر وان كان صعبًا ولكن ليس مستحيلا فى ظل دول صنعت المستحيل بتحقيق هذا الهدف مثل ماليزيا فى آسيا ورواندا فى أفريقيا والبرازيل فى أمريكا الجنوبية، اما المجموعة الثالثة فهى تحقيق مؤشرات جودة الحوكمة كأسلوب حياة جديد كريم فى مصر يطالب بأعلى درجات الشفافية وضمان العدالة الاجتماعية وهى أهم وسائل توفير أعلى درجات الثقة فى الأداء الحكومى.

اما المجموعة الرابعة فهى مدى القدرة على تحقيق التوازن بين عدد السفارات وعضوية المنظمات الدولية والمكاتب الثقافية فى اطار من تعزيز ثقافة المشاركات الدولية، اما المجموعة الخامسة فهى الثورة الرقمية وشعار التحول نحو الحكومة الذكية والتى نجحنا بصورة كبيرة فيها سواء بإنشاء المدن الذكية مثل العلمين والعاصمة الادارية الجديدة أو الموانئ الذكية كميناء السخنة والأدبية أو سكة حديد ذكية يجرى تنفيذها الآن أو خدمات حكومية ذكية، المجموعة السادسة والأخيرة مؤشرات الأداء الاقتصادى التى تبحث عنها لإعطائنا مزيدا من الثقة فى استكمال مشوار التنمية الصعب الذى بدأناه عام ٢٠١٦ بخطة اصلاح اقتصادى أثمرت عن تحقيق معدل اقتصادى عالٍ 5.8٪ قبل جائحة كورونا وتحقيق قفزة هائلة فى مؤشر الأمان، حيث وصلنا للمرتبة ٦٥ من اصل ١٢٤ دولة بعد أن كنا ١٠٣ من اصل ١٢٨ دولة ومتوقع أن نكون من أفضل ٣٠ دولة العامين المقبلين ان شاء الله.

المجموعات الست السابقة هى الأساس الحاكم لتوطين التنمية المستدامة فى كل خطواتها لضمان وضع أسس المؤسسات الاجتماعية للرأسمالية الحديثة بصورة تضمن تحقيق التوافق بين الأخلاق المصرية الأصيلة مع الحداثة المتمثلة فى النظام الرأسمالى الجديد الذى تقوده الدولة المصرية بفكر استراتيجى تضمن به ضبط ايقاع المعاملات والأنشطة بعيدا عن سيطرة قوى السوق وما يترتب عليه من قوى احتكارية تتهاوى فيها منظومة القيم المصرية والتى يجب أن نكون داعمين لهذه المنظومة الأخلاقية التى نرى فيها أنها سبب تقدمنا المستقبلى، بشرط احداث التناغم والتنسيق والتكامل المشترك بين المجموعات الست السابقة لكسب التأييد المحلى والعالمى لمواصلة مشوار التنمية الصعب وسط أتون صراع الحضارات والتى نريد فيها أن تكون مصر مؤهلة لقيادة العالم الاسلامى.

رئيس المنتدى الاستراتيجى للتنمية والسلام