رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

على وَقْعِ تَحَوُّر فيروس «كورونا»، تظهر بين فترة وأخرى «سلالات» جديدة لـ«متلازمة التوحد الإلكتروني»، التي تنتشر عَدْوَاها لتفرض علينا واقعًا مُزْرِيًا، يُهْدِر الوقتَ بشكلٍ مُبَالغ فيه، وتفشل معها «لقاحات» المصداقية والشفافية.

مَن كان يتوقع أفول ثورة الفضائيات، خلال عِقدين فقط، بعد انتشارها الواسع في تسعينيات القرن الماضي، حيث كانت الوسيلة الأكثر جذبًا وإغراءً وقدرةً على التأثير وتشكيل الرأي العام.

منذ سنوات، نعيش إيقاعًا متسارعًا، وغير منضبط، في عالم «الرقمنة»، بدءًا من «يوتيوب»، وليس انتهاء بـ«تيك توك».. تلك المِنصات الإلكترونية التي حققت انتشارًا يفوق كل تصور.

«نوافذ» جعلت المليارات من مستخدميها يتحررون «مجانًا»، من أية خطوط حُمر، أو ضغوط وتهديدات، أو رقابة وموافقات مسبقة.. وبالتالي لا تمنعهم حدودًا جغرافية أو زمانية.

يمكننا بسهولة رصد مآخذ كثيرة على المحتوى «الذي ينتهك كثيرًا حقوق النشر والملكية، خصوصًا مع إمكانية اختراق الحجب»، لكن الأخطر هو عدم وجود ضوابط أخلاقية، أو دينية، أو محاذير سياسية.

لذلك أصبح من الضروري، التعامل مع تلك «الثورة الرقمية»، وامتصاص آثارها، بعد انتشارها الرهيب والمؤثر، لأنها بالفعل تُربك أي مشهد إعلامي أو سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي.. بشكل غير مسبوق.

ما يعنينا فقط، هو المحتوى المُقَدَّم، الذي يُحدث تأثيرات مجتمعية، حتى أصبحنا فعليًا في أَمَسِّ الحاجة لتجديد الخطاب الإلكتروني، تمامًا كما تفرضه ضرورات العصر من أهمية تجديد الخطاب الديني.

لعل أكثر ما أفرزته نوافذ «العك الإلكتروني» خلال السنوات الأخيرة، هو تفشي الجهل، وإطلاق الشائعات، وانحدار القيم والأخلاق، وخدش الذوق العام، وانهيار منظومة الآداب والتقاليد والأعراف.

إذن، أصبحنا نستغرق في تفاصيل مشهدٍ عبثيٍّ، بسبب المحتوى الهابط المُحَمَّل بكم هائل من الكذب والنفاق والخداع والتضليل والابتزاز العاطفي والديني والسياسي، وارتكاب أعمال فاضحة ونشر الفسق والفاحشة في المجتمع، تحت شعار «القوى الناعمة الجديدة».

للأسف، لم يعد بالإمكان السيطرة على جُموح «الميديا الاجتماعية» ونوافذها المُرْعبة، التي أغرقتنا منذ سنوات، في عالم افتراضي مُخيف، يُحاصرنا من كل اتجاه، بما خلَّفه من أبشع أنواع الأذى النفسي، والتلوث السمعي والبصري، والانتهاك المُتَعَمَّد لخدش الحياء، وتقديم محتوى غير صالحٍ للاستهلاك الإنساني!

أخيرًا.. إن تجديد الخطاب الإلكتروني يتطلب وعيًا مجتمعيًا وضمائر حيَّة، وحلولًا غير تقليدية، وألا نقع في خطأ ساذج، عندما نحاول التفكير بطريقة كلاسيكية، لأننا بذلك نرتكب خطيئة كبرى، باستخدام أدواتٍ ومفاهيمَ قديمة لتحليل سلوكيات العصر الرقمي.

 

فصل الخطاب:
يقول المَثَل الكوري: «يمكنك أن تقودَ الحِصان إلى الماء، لكنك لن تستطيعَ أن تجعله يشرب».

[email protected]