رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 

 

عشنا حتى قرأنا أن حى الرصافة الواقع شرق العاصمة العراقية بغداد لا يجد الكهرباء، وأن حى الكرخ الواقع غرب العاصمة لا يجد الماء!

هذه حقيقة محزنة قفزت إلى مانشيتات الصحف، ووجدت مكانها فى مقدمات نشرات الأخبار، وفى برقيات وكالات الأنباء، رغم أن العراق ثانى دولة عربية فى انتاج النفط، ورغم أن إنتاجه منه يصل إلى أربعة ملايين و٦٠٠ ألف برميل يوميًا!

والتفاصيل تقول إن هناك مجموعات تستهدف أبراج الكهرباء فى أحياء العاصمة وفى خارجها، وإن المجموعات نفسها تستهدف الخطوط التى تمد مختلف الأحياء بالماء، وإن الهدف هو احراج الحكومة التى يرأسها مصطفى الكاظمى!

والتفاصيل تقول أيضًا إن هناك أسبابًا أخرى لانقطاع الكهرباء والمياه عن العراقيين، ومن هذه الأسباب أن ايران المجاورة قطعت امدادات الغاز عن العراق بسبب تراكم ديونه لها، ثم قطعت امدادات الكهرباء القادمة من عندها لأنها فى حاجة إليها للإيرانيين!

وبالطبع فمن السهل تخمين الأسباب الكامنة وراء الرغبة فى إضعاف مركز حكومة الكاظمى.. فالرجل منذ تسلم رئاسة الحكومة وهو يسعى إلى أن تكون ارادة بلاده مستقلة، وأن يكون قرارها فى يدها، وأن يكون طعامها من أرضها، دون أن يعنى ذلك اتخاذ أى موقف سلبى تجاه ايران.. إنها دولة جارة، وحدودها مع العراق حدود مشتركة، ولا سبيل أمام البلدين إلى الهروب من حكم الجغرافيا، وكل ما هو مطلوب أن يحترم كل طرف سيادة الطرف الآخر على أرضه وداخل حدوده!

ولكن مثل هذا التوجه من جانب حكومة الكاظمى لا يعجب حكومة المرشد فى طهران ولا ينال رضاها، لأن سياستها فى الإقليم عمومًا ليست مع توجه كهذا، وبالذات فى العراق، أو فى باقى العواصم التى تملك ايران نفوذًا سياسيًا فيها من أول دمشق، إلى بيروت، إلى صنعاء!

غير أن على حكومة المرشد خامنئى أن تنتبه إلى أن نفوذها فى مثل هذه العواصم هو فى الحقيقة مع الحكومات، وليس مع الشعوب فى الغالب الأعم.. وهذا ما يجب على الإيرانيين أن ينتبهوا إليه جيدًا، حتى لا يجدوا أنفسهم ذات يوم أمام مفاجآت فى أى من العواصم الأربع!

وسوف يعود العراق الذى عشنا من قبل نعرفه إلى ما كان عليه، ولكن ذلك لن يحدث إلا على يد كل عراقى يقدم عراقيته على ما سواها!