عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من نقطة الأصل:

 

 

 

 

عاشت أجيال كثيرة متعاقبة تتعدد انتماءاتها بين الأزاهرة والدراعمة.. الأزاهرة هم خريجو الأزهر الشريف بينما الدراعمة هم من خريجى كليات دار العلوم.. وهذا أمر كانت له مكانة كبرى فى نفوس المصريين لارتباطه الوثيق بالتعليم، ولما له من آثار فى تعليم الأبناء.

كان مدرسو اللغة العربية فى المدارس الابتدائىة والثانوية هم إما من خريجى الأزهر الشريف خاصة كلية اللغة العربية أو من خريجى كلية دار العلوم التابعة لجامعة القاهرة وطلبتها هم من حملة الثانوية العامة أو الأزهرية.. كانت أجيالنا تحترم تماماً أساتذتهم بصرف النظر عن جهة تخرجهم، ومع ذلك كان هناك انحياز للأقدر على إيصال المعلومة وتثبيتها فى عقول التلاميذ والطلبة، وكثيراً ما كان بعض الطلبة يرجون أو يطلبون الانتقال من فصل إلى آخر طبقاً لهذه المعلومة التى يتداولها التلاميذ والطلبة انحيازاً لما يشتهر به الأكفاء من الأساتذة!.

كان معظم أساتذتى فى المرحلة الثانوية من خريجى كلية دار العلوم – من الدراعمة – أتذكر أننا كنا فى الإجازة الصيفية ونحن من مدارس مختلفة ومن مدن مختلفة نتنافس فيما بيننا فى مواد عديدة وفى اللغة العربية تحديداً فى الشعر وقواعد اللغة وخصوصاً كل ما كان يدقق فيه.. أساتذتنا فى فلسفة محببة عالية!.

هذه الظواهر المتعلقة بالدراعمة والأزاهرة كانت كثيرة التردد فى أوقات الانتخابات لنقابة المعلمين سواء العامة المركزية أو الفرعية فى المناطق التعليمية المختلفة.. عموماً المعنى الواضح فى كل هذه الأمور أن التعليم كان هو الأساس الذى يؤثره كل المصريين على ما عداه من أنشطة أخرى برغم أهميتها، وكان ينظر إلى خريجى الكليات المتعددة المختلفة على أنهم كريمة المجتمع وصفوته، وهم الأساس لكل بناء وتنمية فى المجتمع سياسياً واقتصادياً وفكرياً وثقافياً.. قادة الفكر والعلم والمجتمع كانوا أزاهرة ودراعمة ومن كل الاتجاهات العلمية ونتائجها الثقافية!..