عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

الأحداث التى حدثت فى مصر وتحدث تدل دلالة واضحة على يقظة الوعى المصرى.. فثورة 25 يناير 2011 وثورة 30 يونيو هما دليلان جليان على أن الوعى المصرى على فهم ودراية وقدرة على التغيير والتقدم إلى الأفضل والأحسن والمنشود.. ثورة 25 يناير هى دليل دامغ أن الشعب لا يمكن أن يقبل التهميش وإهدار كرامته ولا يقبل تقزيم مكانته كشعب وكدولة وسط العالم المعاصر.. لذلك كانت ثورة 25 يناير.. هى ثورة من أجل إعادة الكرامة الإنسانية سواء على المستوى الذاتى الفردى أو على المستوى الوطنى والقومى والدولى.. وثورة يناير هى دليل وبرهان قوى على أن من فى الصدارة وفى السلطة لا يمتلكون القدرة ولا الإمكانية لمعرفة حقيقة وجوهر الذات (الجوانية) للشعب المصرى فمن فى السلطة لديهم أوهام صنعوها لأنفسهم منها أن هذا الشعب خامل غير قادر على الثورة وعلى التغيير.. وأن هذا الشعب يساق بالكرباج.. الخ.

مثل تلك الأوهام يروجها البعض ويقتنع بها الكثيرون ومع مرور السنين تتحول تلك الأوهام إلى يقينيات ومسلمات..ثم يفاجأ الجميع بأن الأمور تنقلب رأسا على عقب.. كيف حدث ذلك؟ كيف نفسر ذلك؟ هنا يدخل هؤلاء إلى لحظة الارتباك والحيرة.. ثم نجد أن أصحاب الاتجاهات المتأدينة أى هؤلاء المتاجرين بالدين ومن يروجون للمظاهر الدينية ويمكنهم خداع القاعدة العريضة من المجتمع إما بسبب الوازع الدينى الراسخ فى داخل الذات المصرية وإما للأمية الضاربة بجذورها فى العمق المجتمعى المصري.. وكلاهما (الدينى والأمية) لهما الدور الفعال فى انتشار ظاهرة التأدين.. ويظن ويتوهم أصحاب تلك الاتجاهات أنهم تمكنوا من السيطرة على المجتمع ثم ما يلبثوا أن يفيقوا على الحقيقة المؤلمة أنهم كانوا جاهلين بالحقيقة وأنهم سافروا عبر أوهامهم.. هذا ما قد بينته وأظهرته ثورة 30 يونيو.. معنى ذلك أن هناك منطقا لظاهر الأحداث، أيضا هناك منطق آخر لجوانية وباطن الثورات والفائز الحقيقى هو القادر على فهم الجوهر الباطن لا الظاهر الخادع.

وفى فترة التغير والتبدل التى تمر بها المجتمعات يحدث كثير من الاضطراب والاهتزاز ويعمل البعض على زعزعة الثقة وزعزعة الوعى وكل ذلك من أجل مصالح ذاتية أو مصلحة فئة خاصة تريد تحقيق مآرب ذاتية وهذه الفئة التى تعمل على زعزعة الوعى والثقة يمكن لها أن تنجح فى حالة عدم الإنجاز أو فى حالة الدخول إلى الجدب وعدم الفعل الايجابى وتزداد داخل المواطن والمجتمع عامة حالة الإحباط وفقدان الأمل هنا نجد لمثل تلك الفئات السطوة والقوة والتأثير.. لكن عندما يكون العكس هو الكائن بمعنى إذا كانت بوادر الأمل هى المشرقة وإذا كانت الإنجازات بادية وظاهرة واستشعر المجموع أو المجتمع عامة بأن الأمور تسير نحو ما هو إيجابى هنا لا تجد تلك الفئة الضالة والمشككة أى أرضية تعمل عليها.. وتقف تسأل وتندهش ما الذى حدث؟ الذى حدث هو ما نقول عنه إن الوعى الجمعى المصرى تدارك وفهم الواقع ولديه القدرة على صنع المستقبل.. وفى لحظة يقظة الوعى وصلابته يتعين على كل الاتجاهات الهشاشية والجعجاعة والحنجورية أن تبتعد وتتوارى وتختفي.. وصلابة الوعى هى الضمانة الوحيدة للانطلاق نحو المستقبل. ينبغى لها أن تكون ذا تأثير إيجابي.. فماذا نقصد بذلك؟ نقصد به قدرة الوعى لمواجهة كل ما هو سلبى من أجل الحفاظ على حالة اليقظة والعبور بها إلى المأمول والمنشود.

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال