عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هَذَا رَأْيِى

ما لا شك فيه أن وجود لقاحات للتطعيم ضد فيروس كورونا هو إنجاز علمى كبير للحفاظ على حياة البشر، وهو وسيلة للتصدى لجائجة مفزعة ألمت بالبشرية بعد الإنفلونزا الإسبانية التى أودت بحياة أكثر من 50 مليون إنسان فى العقد الثانى من القرن الماضى، وهذا الرقم يتجاوز بكثير عدد الذين قتلوا فى الحرب العالمية الأولى.

من أجل ذلك أصبح التطعيم مسألة حياة أو موت للعديد من الأسباب منها؛ منع الاصابات بالفيروس أو على الأقل الحد منها، كما أن التطعيم يحول دون وصول المصابين للحالات الحرجة، ويحد من الحالات التى تحتاج إلى دخول المستشفيات، والأهم هو أن التطعيم يقلل من أعداد الوفيات.

شاهدنا وشهد العالم كله والبشرية جمعاء تحسن الوضع الصحى والوبائى فى العديد من الدول التى حققت خطوات متقدمة لتطعيم مواطنيها والمقيمين فيها كأمريكا وبريطانيا وإيطاليا وفرنسا والكثير من الدول التى تعاملت بجدية مع الجائحة والتزم المواطنون بالاجراءات الاحترازية، وشاهدنا كيف تخطت هذه الدول الأزمة ووصلت بمواطنيها إلى بر الأمان أو بالحرى مناطق آمنه تحول دون هلاك موطنيها. فالصين مثلاً مركز الوباء بلغ عدد الاصابات بها ٦٤ ألف إصابة والمتوفين نحو ٤ آلاف متوفى منذ اكتشاف الوباء وحتى الآن!! كما أن العديد من الدول العربية حققت نتائج جيدة وخطوات واضحة للسيطرة على الوباء منها المغرب والسعودية والإمارات.

 فقدر اهتمام الدول بكيفية مواجهة الوباء وتطعيم مواطنيها باللقاحات التى اعتمدتها؛ حققت هذه الدول نتائج جيدة خاصة فى ظل التحورات التى تطرأ على الفيروس وأن هذه السلالات الجديدة لها من الخطورة وسرعة الانتشار ما يفوق السلالة الاصلية للفيروس.

إذا نظرنا للوضع الحالى فى مصر نجد أن هناك عدم وضوح لرؤية وزارة الصحية تجاه توافر اللقحات وتطعيم المواطنين وأن الوزارة ما زالت مستمرة فى نهج «كله تمام» وبعيدا عن الحقائق على أرض الواقع، وهذه الحقائق بامكان أى أحد أن يعرفها من خلال العديد من المصادر والمواقع الخارجية التى ترصد الوضع الوبائى والصحى وكافة الأمور المتعلقة بتطورات الوضع داخل أى دولة لكون الجائحة جائحة عالمية تضرب كافة أرجاء المعمورة.

ما نشرته جريدة أخبار اليوم مطلع الشهر الجارى من عدم توافر لقاحات فى مراكز التلقيح لامس الحقيقة وحتى وإن كانت وزارة الصحة نفت ما تم نشرة إلا أن واقع الحال ومن خلال الحديث والتجارب الشخصية يوكد توقف وصول رسائل الراغبين فى تلقى اللقاح منذ فترة ليست بالقصيرة، وأن من يتلقون اللقاح هم مستحقى الجرعة الثانية من هذه اللقاحات.

وبعيدا عن التأكيد والنفى فإن الأرقام لا تكذب وتكشف واقع الحال وحقيقية الأمور والتى تشير إلى أن نسبة من تلقوا اللقاح حتى الآن نحو 3.5% ثلاثة ونصف فى المائة من عدد سكان مصر وهذه النسبة هى كاشفة للحقيقة وتشير إلى عجز الحكومة وفشل وزارة الصحة فى إنقاذ حياة الناس التى تسمو فوق أى حديث آخر عن إنجاز هنا أو تقدم هناك، فليس بعد حياة وصحة المواطنين حديث.

3.5% من السكان تلقوا اللقاح منذ الإعلان عن توافر لقاحات حتى الآن هو وضع مؤسف ومخزى فبحسبة بسيطة إذا كنا قد طعمنا ٣.٥% من السكان فيما يزيد على سبعة أشهر فبهذا يكون أمامنا ما لا يقل عن ٢٠ عاما حتى نستطيع أن نطعم من يستحقون التطعيم من سكان المحروسة!

ما لاشك فيه أن الوضع خطير وبحاجة إلى قرار سياسى وسيادى بتوفير اللقاحات لتطعيم المواطنين حفاظا على حياتهم خاصة فى ظل السلالات الجديدة من الفيروس وتعرض البلاد لا قدر الله لكارثة فى ظل امكانات وزارة الصحة المتواضعة لمواجهة الجائحة، والتى يرجع الفضل فيما نحن فيه الآن إلى كرم الله والأطباء والصيادلة الذين بذلوا الكثير وضحوا بأرواحهم فى سبيل إنقاذ المرضى، وبعيداً عن منظومة وزارة الصحة التى تعانى من أمراض عدة وبحالة إلى دخولها غرف العناية والرعاية، فهل من مجيب؟

[email protected]