رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء فى آخر النفق

 

 

قصة حفيدة سيدنا الحسين (نداء عادل) لم تكتمل. بسبب حلول عيد الأضحى. ولذلك أستمحيها عذرًا أن أؤجل كتابة نصفها الآخر، إلى حين نستطيع استكماله معًا فى قادم الأيام!

- عيد الاضحى الذى كان صانعًا للبهجة والمتعة بلا حدود، والذى أضحى عيدًا للحمة وليس لـ«اللّمة» منذ زمن بعيد، تحديدًا منذ سبعينيات القرن الماضى، بات عيدًا مصنوعًا من السيليكون والبلاستيك. افتقد الحرارة والدفء.. انتزع منه الدسم..لم يعد له نفس المذاق ! أترانا نحن الذين تغيرنا أم العيد؟ أترانا نحن نفس الناس، نفس الخلق، نفس البشر..أم أن الأعياد يمكنها أن تتغير بتقادم السنين؟.

- وفى الحقيقة المرَّة أن الزمان اختلف..هكذا قال الشاعر محمد إبراهيم أبوسنة فى ديوانه «المدن الحجرية» قبل سنوات.. يضيف: البراءة ولّتْ ولن تعود..(أو بتعبيره الشعرى : البرىء انتهى واللبيب احترف) احتفى أبو سنة أيضًا بالجياد فكتب يقول إن «الخيول التى كان وقع حوافرها يصنع الحلم/ تسقط فى المنعطف/ الزمان اختلف. شأنه فى الحفاوة شأن الشاعر أمل دنقل الذى أنشد بحزن عن تلك «الخيول التى جف فى رئتيها الصهيل».. والمعانى لا تخفى على محبى الشعر، ففى الجياد إشارة إلى الأصالة والعراقة والفروسية. احتفيا بالخيول بعكس الأستاذ الحكيم الذى شغف بحماره حتى إنه أسماه «الفيلسوف» وخلده فى رائعته «حمار الحكيم»، غير عابىء بالأدب العالمى الذى لفتته الرمزية فى عنوان رواية «إنهم يقتلون الجياد» (الأميركى هوراس ماكوى مؤلفًا).

ومثل الأمريكيين فإننا نقتلها فعلا، لكن لم تكن تأخذنا شفقة أو رحمة بالحمير، التى كانت تموت ويلقى بجثتها فى الترع والمصارف من دون ان يأسف عليها أحد. الزمان اختلف فاصبح للحمير ثمن.. والبحث عنها بات ضرورة، كما البحث عن الآثار ولو بهدم البيوت. الآثار حلم، والحمير كذلك، وهى لم تعد مهمة للفلاح كما كانت الاحوال، فالفلاح لم يعد فلاحا..لقد تغير كما تغيرت أحوال الحمير، فصارت للأكل وليس الحمل. الخبر المدهش يقول إنه «تم ضبط سيارة تحمل 20 حمارًا فى طريقها إلى مصنع لحوم»! بعده اهتمت فيسبوكية بإبراز الفرق بين لحوم المواشى ولحوم الحمير، فالأولى لا تميل إلى الاحمرار الشديد، والثانية تميل إلى الحمرة ثم بعد فترة تميل إلى السواد..وضبط مثل هذه الكمية الصغيرة هو السواد بعينه، فربما أن ما أفلت من ايدى الرقابة والضبط أكبر.