رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

من المعلوم أن للفن رسالة وله دوراً مهماً فى تعديل القوانين وأيضاً فى تعديل فكر وثقافة مجتمع والإشارة إلى قضية ما للفت نظر المجتمع لها لمحاولة إيجاد حل لها ؛ فلو نظرنا لوجدنا أن للفن أسلحة دراما شاملة سواء تمثلت فى مسلسل ؛ فيلم ؛ برنامج وأيضاً الاعلانات تلعب دوراً هاماً فشاهدنا فى الفترة الأخيرة بعض الاعلانات هدفها توعية المجتمع تجاه قضية ما ؛ فمثلا اعلان لا للتأرنب والهدف منه الحد من الزيادة السكانية ومحاولة تغيير فكر المجتمع تجاه الإنجاب بأن الإنجاب ليس بغرض العزوة فقط أى إنجاب الفرد أكثر من طفل ظنا منه أنهم سيصبحون عزوة بالرسالة أن العبرة ليست بكثرة الإنجاب بل بمقدرة تربية طفل سوى نفسيا له هدف ورسالة بالحياة ؛  فلو ألقينا نظرة على الفن قديما سنجد أنه كان رسالة ففيلم أريد حلا الذى بفضله تم إصدار قانون ينصف المرأة وأيضًا فيلم آسفة أرفض الطلاق ومسلسل «قضية رأى عام» الذى ناقش مسألتى الاغتصاب والزنا وفيلم الشقة من حق الزوجة. وفيلم جعلونى مُجرمًا الذى كان سببا فى صدور قانون ينص على الإعفاء من السابقة الأولى فى الصحيفة الجنائية حتى يتمكن المخطئ من بدء حياة جديدة! كما أن فيلما للفنان فريد شوقى تسبب فى تعديل آخر للقانون المصرى وهو فيلم «كلمة شرف» وكان له دور فى إعادة النظر فى الحالات الإنسانية للسجناء المصريين. ومن ثم تم إعادة صياغة القوانين واشتقاق قانون جديد يسمح للمسجون بزيارة أهله بضوابط محددة. خاصة أفراد عائلته الذين لا يستطيعون الحركة وزيارته فى السجن كما ان فيلم جلسة سرية من وجهة نظرى كان له الفضل فى الكشف عن طريقة لاثبات النسب عن طريق dna وجاء مشهد المحامى وهو يخبر محمود يس: انه لو رفع قضية انكار نسب سيأخذ على الاقل 4 سنين ولو اخدوا فصيلة دم جايز جدا الفصيلة تتوافق مع فصيلته وذكر انه لو ترافع هيطالب بتغيير النظام اللى بيخلى اى تمرجى يروح أى مكتب صحة ليستخرج شهادة ميلاد علشان البقشيش ومصدر البيانات دائما الأم كما ذكر فى مشهد آخر عندما اراد استخراج شهادة تثبت انه لم يستطع الانجاب عندما سأله محمود يس: ازاى هتجيب دكتور يطلع شهادة مزورة قال: ان كل مكان فيه الكويس وفيه الوحش!.

ان هذا الحديث لفت نظرى لقضية اجتماعية أخرى الا وهى تواجد الفساد فى كل القطاعات والذين يساهمون فى تصاعد القضايا والمشاكل الاجتماعية فالدراما تَطرح مشكلة من ارض الواقع بحثا عن حل لها سواء كان حلا قانونيا أم غيره أو على الأقل تلفت النظر لمشكلة ما. ايضا فيلم المغتصبون الذى أراد المخرج من خلاله أن يوصل رسالة الا تترك الضحية حقها وبالفعل أخذ المتهمون جزاءهم وتم سجنهم جميعا. ايضا مسلسل القاصرات الذى يعالج مشكلة زواج الفتيات فى سن مبكرة فانتشر فى الفترة الأخيرة الحديث عن زواج القاصرات وهو ما نشاهده فى الأرياف أكثر انتشارا! فهذا ناتج عن الجهل وليس فقط فى الأرياف بل الجهل وصل حتى للمتحضرين والمتعلمين فنشاهد من تريد زواج ابنتها وهى قاصر خوفا عليها من العنوسة! وتزوج طفلة لرجل عجوز طمعا فى المال فأجيال تدفع جهل بعض الآباء وعدم ايمانهم بالله وفهم أحكامه وشرعه بطريقة صحيحة يأخذون جزءا من آية ويتركون الجزء الآخر والآية لا يكتمل معناها الا باكتمال الجزء الآخر من الآية! واخيرا وليس اخرا مسلسل "ليه لأ" الذى لفت نظر المجتمع لقضية إنسانية الا وهى قضية التبنى وكفالة طفل من دار ايتام ليتربى وسط أسرة واعلنت وزارة التضامن الاجتماعى عقب إذاعة المسلسل عن زيادة حالات الكفالة وهذا يؤكد مدى أهمية الإعلام والدراما بأنواعها المختلفة فى تغيير فكر وثقافة مجتمع ؛ فعن طريق مسلسل أو فيلم نستطيع دثر عادات وافكار خاطئة وعودة تقاليد وقيم غابت عن مجتمعنا فى الفترة الأخيرة؛ فأتمنى أن يسير الفن كما شاهدناه فى السنوات الأخيرة هادفا ومؤثار فى بناء وعى المشاهد وزرع الوطنية بداخله كما شاهدنا تأثير مسلسل الاختيار وفيلم الممر على الشباب والأطفال أيضا ، فالإعلام سلاح ذو حدين ولكن باستطاعتنا أن نأخذ الإيجابى منها ونترك السلبى ؛ لذلك من المهم إضافة مادة التربية الإعلامية فى المناهج الدراسية لحث الأطفال والطلاب على كيفية التعامل مع المادة الإعلامية.

عضو مجلس النواب