رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 يجب ألا تنسينا حالة الاستقرار المتحققة والأمن السائد، والمشروعات المتتالية التى غيرت صورة البلاد، ونفعت العباد أننا كُنا جميعا قبل ثمانية أعوام نواجه خطرا داهما يُهدد وجود وحضارة المصريين بشكل استثنائى.

ما جرى فى 30 يونيو سنة 2013، حدث فريد يُعبر عن يقظة الأمة ورفض الشعب الواضح تشويه هويته، والعبث بخصائصه المترسخة منذ آلاف السنين.

فى الثلاثين من يونيو كانت الثورة حتمية، لا تقبل التراجع. كنا فى مفترق طرق بين التقدم والقرون الوسطى، وبين دولة القانون واللا دولة، وبين المواطنة والطائفية.

وفى رأيى فإن أفضل ما فى ثورة 30 يونيو، أنها نزعت أقنعة جماعة الإخوان الإرهابية تماما، ومحت مساحيق التجميل المتراكمة، خاصة فيما يخص الموقف من هوية الدولة المصرية، وحماية أراضى سيناء، والأقباط والمرأة، لذا فبمجرد تظاهر المصريين ضد الارتزاق الدينى، ورفض تقويض مؤسسات الدولة، وتدخل القوات المسلحة لتصحيح الأوضاع ومساندة المطالب الشعبية، أحرق الإخوان النار فى أكثر من ثمانين كنيسة فى مختلف الأنحاء.

بانت الجماعة التى ظلت طيلة عقود طويلة تقدم نفسها كتيار معتدل لديه تصورات لحل المشكلات التى يعانى منها الناس طويلا. انسحب خطاب التقية الذى تبنته الجماعة باحترافية لتزييف حقيقة مساعيها وأهدافها، وانفضحت توجهاتها اللا وطنية، وبدا واضحا أن الأمر ينذر بخراب واسع. وهنا فإن إرادة الله التى تحرس مصر منذ بدء الحضارة، وترعى شعبها، أبت مصائر بلدان أخرى أنهكتها الحروب الأهلية وتحولت إلى بقع دم كريهة على خريطة العالم العربى.

لقد مثل يوم الثالث من يوليو نقطة انطلاق لوطن جديد قائم على المواطنة، يسعى نحو البناء والتنمية، يحترم الآخر، يُعلى من مبدأ سيادة القانون، يكافح الفساد، ويعمل من أجل اسعاد أهله ورفع مستويات معيشتهم وحقهم فى التمتع بالخدمات الأساسية من صحة وتعليم ومسكن وعمل مناسب.

بالطبع كانت التحديات صعبة، وكانت الرهانات مُقلقة، وكانت الشكوك عديدة بشأن تخطى حالة الانقسام التى حاول الإخوان ترسيخها فى المجتمع، وتجاوز الفوضى والاضطرابات، والنجاة من محاولات ضرب الاقتصاد وتدمير العمران وجرجرة البلاد نحو الحرب الأهلية.

وبفضل تكاتف المصريين خلف قيادة حكيمة واعية، ولديها طموحات عظيمة للبلاد، وبفضل صبرهم وإيمانهم الراسخ بخصائص الشخصية المصرية المتحضرة، والمؤمنة بالمواطنة، عبرنا بسلام إلى مصاف البلدان المستقرة، وحققت مصر نتائج عظيمة فى الإصلاح الاقتصادى، والتشريعى، والأمن، والعمران، كانت ضربا من الخيال. وأصبح لدينا قصص نجاح يمكن روايتها للأجيال القادمة، وللأمم المكافحة.

ولقد قلت من قبل وما أزال أقول وبلا أدنى حرج إن الدور العظيم الذى لعبه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى حماية الأمن القومى المصرى، والحفاظ على وحدة وتماسك الدولة المصرية، والتعامل بحسم مع أزمات حدود مصر الغربية والشرقية، والمحافظة على أراضى الوطن من التفكك، ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية بجرأة وحكمة، هو دور تاريخى، استثنائى، وفارق يستحق كل امتنان وتقدير.

وفى اعتقادى، فإن النجاح الذى تحقق خلال السنوات القليلة الماضية يجب أن يستمر ويتسع ويستكمل ويجب السعى حثيثا لتعظيم مكاسب الإصلاح الاقتصادى وتحقيق العدالة الاجتماعية.

وأتصور أن ملف الإصلاح الاقتصادى مازال يحتاج لبعض المراجعات، والتشاور، والحوار المجتمعى، خاصة أن عملية الإصلاح عملية مركبة وشديدة التعقيد، ولها تشابكات سياسية وإجتماعية وإدارية عديدة. وأرى أننا فى حاجة ماسة وضرورية لطرح تصورات وأفكار وبرامج ومقترحات من كافة التيارات السياسية بما يضيف إلى صانع القرار وينير له كثيرا من الجوانب التى قد تبدو ملتبسة.

إننا نقف معا اليوم فى لحظة تاريخية عظيمة نتذكر فيها صلابة المصريين وعظمتهم، ونُكرر العهد على رفض الاتجار بالدين، ورفض أى عبث بهوية مصر، وقطع الطريق على أى محاولات زعزعة الاستقرار والتكاتف من أجل استعادة مكانة مصر العظيمة سياسيا، حضاريا، وثقافيا، وبناء مستقبل أفضل لأبنائنا والأجيال القادمة.

وسلامٌ على الأمة المصرية