عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

الضجة الاعلامية التى اثارها الاعلام عن ذلك الرجل حين ظهر فى الاعلام وأحد البرامج الشهيرة ليتكلم عن نساء مصر خاصة من الصعيد ويدعى أن 30٪ أو أكثر من النساء يقعن فى الخيانة لأن أزواجهن يعملن بالخليج أو فى بلاد النفط والغربة ومن ثم فإن هجرة الأزواج طلبًا للرزق أو العمل تؤدى فى النهاية إلى تفكك الأسرة وإلى ضياع الكرامة والمودة وإلى الخيانة الزوجية من قبل النساء اللاتى لهن احتياجات انسانية.. قامت الدنيا ولم تهدأ واستدعى ذلك برامج وضيوفًا ونوابًا ومحامين ودعوات لمقاضته قنوات أو مذيعين أو مطالبة النائب العام بالتدخل السريع وكذلك تجمع العديد من النواب لمساءلة الاعلام والمطالبة بقانون الاعلام أما على الجانب الآخر فإن الاتصالات بالجماهير وأهل الصعيد والمغتربين قد أوضحت أن الاعلام هو المحرك والمحفز والموجه الجبار للرأى العام فلقد انبرى الجميع إلى الدفاع عن شرفهم وشرف نساء مصر والصعيد ولكأن ما صرح به ذلك الرجل ليس إلا رأيًا أو خطأ أو أى تعبير وتحليل نتفق أو نختلف معه موضوعيًا وعلميًا وبعد تدقيق وبحث ودراسة وأن استخدام شبكات التواصل الاجتماعى والاعلام الاليكترونى فى اثارة الجماهير والرأى العام جميعها وسائل سياسية قبل أن تكون اعلامية وهى حالة فى منتهى الغباء الاجتماعى والاعلامى لإلهاء الرأى العام عن قضايا أكثر أهمية وخطورة.. مثل صراع نقابة الأطباء مع الداخلية والسادة أمناء الشرطة وأيضًا موقف القضاء ووكلاء النيابة من هذا الصراع السياسى القضائى ولا ننسى الوضع الاقتصادى وبيان الحكومة أمام مجلس النواب وموقف المجلس من استمرار الحكومة والمجموعة الاقتصادية من عدمه وبدايات حالة من عدم الاستقرار فى القطاع الحكومى لقرب تمرير قانون الخدمة الاجتماعية واتجاه الحكومة إلى خصخصة جهاز النقل والسكة الحديد وما تعانيه من تدهور يؤدى إلى الموت وجميعها قضايا فى منتهى الأهمية والخطورة ويأتى على رأسها وفى مقدمتها التعليم والمعرفة ومتى نبدأ فى مشروع قومى لمحو الأمية وتغيير المناهج خاصة المعاهد الأزهرية وكليات التربية والتعليم الأساسى..

تركنا كل هذا وأفرد الاعلام ساعات لقضية الشرف والنساء فى مصر على الرغم من أن يوسف إدريس قد كتب فى الخمسينيات  روايته الشهيرة «الحرام» عن المرأة التى تفقد شرفها فى الحقل لأن زوجها مريض ولا يقدر على العمل بينما هى التى تكد وتعمل وترضخ أو تستسلم للغواية ولكن الحرام الذى يلاحقها وتقع فيه وينتج عنه طفل تخنقه بيديها هذا الحرام هو جزء من خطأ وخطيئة يقع فيها أهل القرية جميعًا بداية من الزوج نهاية بناظر العمال الذى يسرق أقواتهم وشيخ القرية الذى يقبل الرشوة والمال والزوج الذى يعرف أن أمرأته تتحمل فوق قدرتها ومع هذا لا يشعر وذلك الرجل الذى استغل ضعفها وفقرها وحاجتها واقتنص منها.. وأهل القرية جميعًا الذين يتكالبون عليها ولا يتعاملون مع خطيئتها بالرحمة.. قضية الشرف والحرام هى سجن للمرأة فى وعاء الجسد والانثى وهو ما تقوم به معظم المنظمات النسوية والجمعيات الأهلية سواء دينية أو مدنية ممولة من الغرب ومن الاجندات الأجنبية.. ملايين الدولارات تنفق فى دعم هيئات محلية ودولية وبرامج تدريبية واعلانات عن الختان والعنف والتحرش ولكأن كل ما يهم المجتمع المصرى هو قضية الختان وذلك العنف الممارس تجاه البنت والمرأة ليحميها من مخاطر الرذيلة والحرام، كذلك فإن رجال القرية والبلاد ليس لديهم أخلاق لأنهم يتحرشون لدرجة أن العام قبل الماضى 2014 صدر تقرير من الأمم المتحدة يدعى أن مصر بها أكبر نسبة تحرش فى العالم تصل إلى أكثر من 90٪ أى أن قضية الأخلاق فى خطر.. المرأة وشرفها هما المدخل الجديد للتمكين والتفعيل السياسى والديمقراطى والتحويل السياسى الذى حاولته تلك الهيئات الغربية عبر الشباب واستخدام الاعلام الاليكترونى وتحفيزهم ضد الدولة وضد الحكومات بدعاوى الحرية والعدالة وحقوق الانسان فإذا بالمنظمات والجمعيات الاجتماعية قد انكشف سترها فلا مانع من تحويل الدفة إلى المرأة وبداية الدخول إلى المجتمع عبر شرف نسائه ولكأن الشرف مجرد جسد وليس مفهومًا وقيمة مهمة.. كلمة الرجل شرف.. سلوك الرجل شرف.. موقف الرجل شرف.. دفاعه عن الحق شرف.. نظافة يده ولسانه وعقله وقلبه شرف.. حماية الآخرين شرف.. الدفاع عن وطنه وأهله وعرضه شرف.. اللقمة الحلال شرف.. عمل الرجل شرف حماية الرجل ورعايته لأهل بيته والقيام بواجباته الأسرية شرف الوقوف فى وجه الظلم شرف.. نصرة الحق شرف.. الكلمة شرف حين تكون للصالح وليس للظاهر وللاعلام ولكسب مواقف. الشرف ليس فقط امرأة تسجن فى الجسد كما أراد المتطرفون والمتعصبون دينيًا باسم العورة وليس الشرف ختانًا وتحرشًا وعنفًا كما تريد الأجندة الغربية.. الشرف رجل وامرأة والاعلام عود كبريت ولع.. وانتهى.