رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لا شك أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت وسيلة جيدة للتعبير والتواصل السريع بين الأشخاص في أنحاء المعمورة، وأصبحت النافذة التي قد يطل منها البعض ليعبر عن ذاته، وأفكاره، ومواهبه، وما يشعر به، من خلال كتابة "بوست"، أو رفع فيديوهات على الفيسبوك، أو "تغريدة" على تويتر، أو نشر صورة على إنستجرام، ...إلخ.

كذلك تعد مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة جيدة للتسويق والدعاية التجارية، استفادت منها العديد من الجهات والمؤسسات في التسويق لمنتجاتها وتحقيق الأرباح من خلال هذه الوسيلة التي أصبح لها قوتها في عالم التسويق الإلكتروني.

 

لم يقتصر التسويق على الشركات وحسب، وإنما يستخدمه البعض للتسويق لأسمائهم، وقد نجح الكثيرون في الوصول للشهرة بهذه الوسيلة، حيث استطاعوا جذب الآلاف أو مئات الآلاف وربما الملايين، للإعجاب بأرائهم، أو كتاباتهم، أو موهبتهم.

 

ولكن هذه الشهرة التي تأتي من خلال اللايكات قد تكون شهرة زائفة وخادعة لأصحابها، فالذوق العام على مواقع التواصل الاجتماعي ليس له ضابط أو قاعدة، وهذا الأمر غاية في الخطورة والذي يزيد الأمر سوءًا عندما تقوم جهات إنتاج باستغلال هذه الشهرة في طبع ديوان شعر، أو رواية، أو استغلال الإعلام لهؤلاء الأشخاص باستضافتهم والتعريف بهم، وقد يكون مردود ذلك فاضحًا وكاشفًا للأوهام التي يعيشها أصحابها ممن خدعتهم كثرة "اللايكات".

 

من هؤلاء "الخليل كوميدي"، شاب اسمه أحمد حسن خليل، يقوم بتصوير مقاطع فيديو على اعتبار أنها للضحك والكوميديا، ومن عباراته "لو شايف الخليل كوميدي أحسن ممثل في مصر أضغط لايك وما تنساش مشاركه علشان أكون مشهور يا أحبابي ههههههههههههه تن تررارن تن تن"، حيث اعتبر أن ضغط اللايك هو سبيله للشهرة، وقد جعل منه المعجبون وسيلة للسخرية، ومرض الشهرة الذي أصابه جعله يتحمل هذه السخرية والتهكمات، مادامت تصل به إلى مراده وهدفه وهو تحقيق الشهرة، وقد استضافته شريهان أبو الحسن في برنامجها ست الحسن، وكان بمثابة الصدمة لها ولجمهور برنامجها.

 

النموذج الثاني هو "وليد ديدا"، بدأ باستغلال علاقته الرومانسية بزوجته الآن "مريم صقر"، واستغلال قصة حبهما في تحقيق شهرة على الفيسبوك، وبالفعل نجح في ذلك، وتم تداول القصة على أكثر من صفحة تلك القصة التي توجت بالزواج، ثم نشر له "روبابكيا"، و"مشوش"، إذا قرأت مضمون هذه الخواطر التي يكتبها، لا تجد خيالًا خصبًا، ولا لغة قوية، حتى وإن كانت اللغة عامية، فالعامية لها جمالها إذا تم استخدامها بالشكل الإبداعي ولنا في رباعيات صلاح جاهين خير مثال على هذا، ومن كتابات "وليد ديدا" :"مش عارف ليه يارب .. كل يوم بقول هتغير .. وببقى مستني طول الوقت ..وأقول بكرة أفهم وأكبر .. ويجي عليا رمضان .. وأنا حتى مش واخد بالي .. مع إني كتير قلت لنفسي .. أحاول مااسمعش لـ الشيطان"، هذا الكلام مطبوع داخل كتاب يمسى ديوان مشوش.

 

وتحل علينا فاجعة كبرى وضحية جديدة من ضحايا شهرة "اللايكات"، إنه الشاب "عبدالرحيم راضي"، لعل المأساة تكمن في تعلقها بالقرآن العظيم، هذا الشاب الذي اغتر بكثرة اللايكات على صفحته وانهالت عليه المتابعات، فعاش وهمًا زائفًا، وكتب على صفحته أنه دخل المسابقة الدولية للقرآن الكريم بماليزيا، وأخذ يتابع يوميا عبر صفحته باجتيازه لمراحل المسابقة، حتى وصل لكتابة أنه قد حصل على المركز الأول على مستوى العالم، ظنًا منه أن شهرته ستنحصر داخل مواقع التواصل، ولكن الأمر قد اتسع منه، وفرح المصريون بهذا الإنجاز الذي يدعو للفخر، مما جعل الصحف تتكلم عنه، وتستضيفه القنوات الفضائية، ثم تأتي الصاعقة بانكشاف الحقائق، ويتبين أن حصوله على الجائزة ما هو إلا محض خيال من صنع صاحبه.

 

هذه الشهرة التي تصنعها صفحات التواصل الاجتماعي، في بعضها يكون عن وعي حقيقي، واستحقاق لأصحابها، لامتلاكهم مواهبًا حقيقية تخدمهم هذه الوسيلة في التعبير عنها، لكنها أصبحت سوقًا لترويج كل ما هو جيد أو سيئ، حتى اختلط الغث بالثمين.

 

فقد كنا في السابق قبل انتشار هذه الوسائل، نجد من يصل للشهرة قد مر بالعديد من المراحل والخطوات الصعبة في حياته، ولا ننكر عامل التوفيق الذي يلعب دورا كبيرا في تحقيق شهرة أي شخص، ولكن كان العامل الأهم هو جودة الموهبة وحقيقة الإبداع، واستحقاقها للنجاح والوصول للجمهور، بعدما تمر أولا بالخبراء وكبار النقاد وأهل الاختصاص الذين يعطون تأشيرة المرور لمثل هؤلاء للوصول إلى الجماهير، وهنا يأتي دور التوفيق والحظ في نجاحهم أو فشلهم جماهيريًا وتحقيق شهرة حقيقية وليست شهرة "لايكات" زائفة.