عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم وطن

 

 

 

حضرت مؤخرًا أحد الأفراح الشبابية والتى يطلق عليها حنة العريس، ومن سوء حظى جاء جلوسى بالقرب من السماعات العملاقة، والتى اخترقت أحشاء وتجاويف قلبى من الداخل وشعرت بالذبذبات الصوتية ترفع ضربات قلبى فابتعدت قليلا ووجدت نفسى أمام حلقة كبيرة من الشباب والذين تشابهوا جميعا فيما بينهم بطريقة غريبة ومعظم الرؤوس تم حلقها بطريقة واحدة والتى يطلقون عليها عرف الديك، وسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم القزح ونهى عنها.

المهم وجدت الشباب يتراقصون بطريقة ماجنة وحركات هستيرية على صوت منفر لشخص أكدوا لى أن اسمه حنجرة، وفى لحظة معينة اندمج الشباب ومعهم العريس فى وصلة من الرقص الجنونى حتى تصببوا عرقاً ولم يكف الصوت النشاز المسمى حنجرة عن وصلته المسماة غنائية، ولم يسلم الأمر من الانزواء عن الأعين لحصول الشباب على هدية العريس من جرعات مختلفة من بعض المخدرات الشعبية والمصنعة لأجد سحابة من الأدخنة تغطى سماء الفرح ليؤكد لى أحدهم أن الشباب فى استراحة ما قبل العشاء يدخنون السجائر المحشوة تمهيدًا لمواصلة الرقص على صوت الفنان كزبرة فاستأذنت وهنأت أصحاب الفرح وترحمت على أيام الزمن الجميل وتذكرت مقال أستاذى وأستاذ جيلنا الحالى، الأستاذ مصطفى أمين فى أخبار اليوم فى سبتمبر 1982 والذى سرد فيه تفاصيل الخناقة التى دارت بين الزعيم مصطفى النحاس والموسيقار محمد عبدالوهاب وجاء فيه:

ذات ليلة كان الموسيقار عبدالوهاب يقيم حفلا غنائيا بكازينو «سان استيفانو» بالإسكندرية، وحضر النحاس باشا الحفل وجلس فى لوج ومعه عدد من أعضاء الوفد، وغنى عبدالوهاب ثلاث وصلات غنائية، ولاحظ الموجودون أن النحاس باشا غادر الحفلة أثناء الوصلة الثالثة ولم يبق كعادته لآخر الحفلة واعتقد الناس أن النحاس أحس بتعب أو لديه أعمال عاجلة.

ولكن فى صباح اليوم التالى كان النحاس باشا يمشى فى فناء الكازينو واحتشد الفناء بمئات من المصطافين، وعندما أقبل المطرب عبدالوهاب على النحاس يعانقه إذا بالنحاس يبعد بيده شفتى عبدالوهاب ويشيح بوجهه عنه، ودهش موسيقار الأجيال، وقال فى ذهول: ماذا حدث يا باشا؟!

فرد النحاس باشا: لا يمكن أن أبوسك أبدا ألا تعرف ماذا غنيت أمس؟

قال عبدالوهاب: غنيت قصيدة يا جارة الوادى.

قال النحاس: وبعدها؟.. قال عبدالوهاب: غنيت قصيدة مريت على بيت الحبايب.

قال النحاس: وبعدها فى الوصلة الثالثة قلت إيه؟

قال عبدالوهاب: غنيت موال مسكين وحالى عدم من كتر هجرانك.

قال النحاس: أكمل الموال.

فقال: يا للى تركت الوطن والأهل عشانك.

قال النحاس بصوت جهورى: لا.. لا.. أنا لا أسمح لأحد أن يترك الوطن عشان واحدة ست دا كلام فارغ، دى خيانة.

وأسرع عبد الوهاب يقول: حاضر يا دولة الباشا سأغيرها سأحذفها لن أغنى هذه الأغنية ثانية، وعندئذ قبل النحاس باشا أن يعانق عبدالوهاب ويقبله!

رحم الله عظماء الزمن الجميل من الساسة والفنانين ورحمنا من هذا المستنقع الحنجورى الذى ابتلينا به أينما ذهبنا والذى يطلقون عليه فن المهرجانات وما يستتبعها من ادمان وإفساد للشباب وتغييب عقول الأمة.