رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

 

يحتفل المصريون هذه الأيام بمناسبتين، مرور 8 سنوات على ثورة 30 يونيه، ومرور 7 سنوات على تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى السلطة، ثورة 30 يونيه أو ثورة الشعب المصرى على حكم الإخوان نجحت فعلياً يوم 3 يوليو بإعلان خارطة الطريق التى دشنها السيسى فى اجتماع حضرته نخبة من رجال السياسة والأحزاب ورجال الدين، وتضمنت خارطة الطريق ثلاثة محاور: الدستور والرئيس والبرلمان، وتمثل هذه المحاور فى مجموعها مثلث السلطة، فقد كانت هناك حيرة ومشاورات طويلة بماذا نبدأ من هذه المحاور لوضع حجر أساس الدولة الجديدة، وتم الاتفاق على البدء بكتابة دستور جديد للبلاد، وكان أمراً ضرورياً البدء بالتعريف القانونى للدولة، لتحديد هويتها وتوزيع اختصاصات سلطاتها الثلاث وتحديد حقوق وواجبات المواطنين، كان عندنا دستور 71 وعبث فيه الإخوان بعد قفزهم على السلطة، ولم يكتفوا بذلك فأصدروا إعلاناً دستورياً يحتوى على كل المساخر لتحصين قراراتهم ضد الطعن أشبه بالسمع والطاعة، وكانوا يسعون من وراء ذلك لاستمرار مجلس الشورى بعد حل مجلس الشعب وعلموا أن المحكمة الدستورية العليا ستتصدى لمناقشة عدة طعون تطالب بحل مجلس الشورى، وعندما تأكد الإخوان أن المحكمة سوف تصدر قرار الحل، قاموا بمحاصرتها، ومنعوا القضاة من دخول مكاتبهم لممارسة مهامهم، ومرت هذه الأزمة التى أدارها القضاة بعقلانية محافظين على استقلالهم وعلى حصنهم القضائى ممثلاً فى أكبر مؤسسة قضائية فى البلاد، وأصدرت المحكمة قرار حل مجلس الشورى، وكشف الإخوان عن مخطط جديد للسيطرة على القضاء، وحاولوا تخفيض سن خدمة القضاة للتخلص من شيوخ المهنة، والاعتماد على الذين يسيرون فى ركابهم، وانحازت السلطة القضائية للدولة المصرية الجديدة، ورفعت سيف العدالة فى وجه الاستقطاب، وصدر الدستور الجديد بما له وما عليه، لأنه صدر فى فترة الريبة التى كانت تقتضى مجاملة كل الفئات، وأطلق عليه الدستور الفئوى لأن الهدف كان تمريره خلال الاستفتاء عليه.

الخطوة الثانية فى خارطة الطريق بعد التصديق على الدستور كانت انتخاب رئيس الجمهورية بعد انتهاء المرحلة الانتقالية التى تحددت بعام، وأدارها رجل القضاء الإنسان المستشار عدلى منصور بكفاءة حرص خلالها على تسليم الأمانة للرئيس المنتخب لا ينتقص منها شيئاً.

بورصة الترشيحات الرئاسية انحازت للرجل الذى وضع رأسه على كفه دفاعاً عن حياة المصريين، ولملمة أشلاء الدولة بعد سقوط حكم الإخوان الذين ناصبوا الشعب المصرى العداء، وخططوا للفوضى، واستهدفوا الجيش والشرطة ومؤسسات الدولة وسعوا للقيام بثورة جديدة يعودون من خلالها للسلطة. المصريون التفوا حول المشير السيسى وزير الدفاع وطالبوه بأن يتولى الجيش المصرى حمايتهم من إرهاب الجماعة، وتم اختياره رئيساً للبلاد بإجماع المصريين الذين أدلوا بأصواتهم فى أول انتخابات رئاسية فى الدولة المصرية الجديدة يتم فيها انتقال السلطة بين رئيسين، وكانت هذه الانتخابات بداية لالتقاط مصر أنفاسها، بعد أن نهضت من فراش المرض الذى طرحتها فيه جماعة الإخوان فى انتظار خروج روحها، وتحقيق حلمهم مقابل تقسيمها بأن تكون لهم سيناء يحولونها إلى إمارة إسلامية تدار من خلال التنظيم الدولى للجماعة فى لندن!.. هذا هو حلم الإخوان لا تهمهم أرض ولا تراب ولا شعب، ولا وطن، ولا سمعة، كل ما يريدونه أموال ينفقون منها على حياتهم الخاصة الماجنة أحياناً والمتعصبة كثيراً والخفية فى بعض الأوقات، يأخذون حكمتهم من مفتى الضلال، وتعليماتهم من مرشد تعليم السمع والطاعة. قطع المصريون الطريق على تصرفات الخرفان، وبدأوا بناء مصر الجديدة إلى جانب الرئيس السيسى الذى وعدهم بأن تكون مصر أم الدنيا وقد الدنيا، وقد حدث، فالذى ثم إنجازه من مشروعات عملاقة خلال السنوات السبع الماضية منذ توليه السلطة شىء يفوق الخيال، لقد أعاد مصر إلى ريادتها العربية ومكانتها الدولية وجذب الاستثمارات، ورفع مستوى معيشة المواطنين، ووفر لهم الأمن، وحارب الإرهاب، وكشف داعميه. وأصبحت مصر تتحدث باسم أمتها العربية، وتضع الخطوط الحمراء التى لا يمكن تجاوزها دفاعاً عن الأمن القومى العربى، وقامت الدولة الجديدة بإعادة بناء الجيش المصرى، وتنويع مصادر تسليحه وأصبح الدرع والسيف الذى ينشد السلام، ويدافع عن الأرض والعرض، ولا يعتدى، ولا يمارس الاسترزاق ولكنه جيش دفاعى يمد يده للسلام ولكن اليد التى تتطاول فهو قادر على بترها. تحولت القوات المسلحة فى السنوات السبع إلى يد تبنى ويد تحمل السلاح، كما تحولت إلى غطاء ينعم تحته الشعب بالأمن والسلام والاستقرار. وبدأ العام الثامن من حكم السيسى لاستكمال ما بدأته مصر من بناء والتفكير فى مشروعات جديدة مع رئيس يقدس العمل ويعشق النجاح.

وجاء انتخاب البرلمان مكملاً لخارطة الطريق حيث انتخب الشعب المصرى برلمانه ليبدأ فصله التشريعى الأول، لتكتمل منظومة السلطة بأن يكون لها رئيس وقضاء وبرلمان، يمارسون مهام السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية فى جو من الاستقلال والتعاون فى إطار خطة كبيرة هى بناء مصر، وإنشاء الجمهورية الثانية.

نجاح ثورة 30 يونيه معجزة تتحدث عنها الدول الكبرى كما تحدثت عن معجزة حرب أكتوبر، دائماً مصر من نصر إلى نصر بفضل تعاون الشعب والجيش والشرطة ووقوفهم خلف الرئيس الذى يبدع ويخطط ويوجه، وينزل إلى مواقع العمل يباشر ويشجع ويعد بإنجاز جديد يبهر به العالم كما أبهره بالإصلاح الاقتصادى ومواجهة أزمة كورونا وإنشاء العاصمة الإدارية وقناة السويس الجديدة وآلاف المشروعات التى كان وراءها قيادة تعمل ليلاً ونهاراً لتحقيق حلم الدولة القوية العفية التى لا يستطيع أحد أن يأكل لقمة شعبها، ولا يستطيع أن يفتنهم لأنهم تعاملوا مع رئيس مخلص فزادوه إخلاصاً، مصر حالياً تبنى الجمهورية الثانية فى سنة ثامنة رئاسة.