عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصر بلد زراعى، الزراعة هى النشاط الرئيسى لأغلبية السكان وتعتمد جميع قراها فى الوادى والدلتا فى رى أراضيها على مياه النيل لتوفير الغذاء اللازم للإنسان ودوابه، وأقيمت القناطر والسدود لتوفير المياه اللازمة على مدار العام لاعتماد المصريين فى حياتهم ومعيشتهم على النيل يشربون من مائه ويغتسلون فيه وينتقلون فوق صفحة مياهه ويقيمون الأنشطة السياحية على ضفتيه ويتنزهون على كورنيشه، ويحصلون على الأسماك من مياهه، فيستمدون منه الحياة فى مختلف الأنشطة والمجالات، ويحتفلون بقدوم فيضانه كل عام حاملًا لهم الخير والحياة منذ القدم بتقديم القربان (عروس النيل) له.

وقد كان النيل ملهمًا للشعراء ومحورًا للكثير من الأعمال الفنية والأدبية، فهو هبة ربانية تفيض بالخير على أرض الكنانة وأهلها وفرتها لهم الطبيعة بمشيئة الله دون فضل لبشر فيها، مستمرًا فى عطائه مانحًا الخير والحياة دومًا دون توقف، إلى أن فوجئنا بإثيوبيا وبإرادة غاشمة منفردة تنشئ سدًا ضخمًا ليحول دون انسياب المياه فى مجراها الطبيعى الذى خلقه لها الله، إلا بمشيئتها وفى الوقت وبالقدر الذى تتفضل به علينا لنكون عبيدًا لإحسانها فتمنحنا هى الحياة أو تسلبنا إياها وفق أهوائها لتتحكم فى مصائرنا دون ضابط أو رابط.

ونجد العالم حولنا قد صنف دولة ما بين ديمقراطية متحضرة تلتزم بالمواثيق الدولية وتراعى حقوق الإنسان وأخرى على النقيض من ذلك ديكتاتورية متخلفة لا يسمح لها بالتحكم فى الشئون الدولية العامة، فيسمح للأولى مثلًا بامتلاك السلاح النووى ويتم منعه عن الأخرى بشتى الطرق لعدم أهليتها وتقديرها لضرورات الأمن والسلام الدوليين، فأين إثيوبيا من ذلك وهى التى تنتهك حقوق الأقليات من بنى وطنها وتستبيح حرماتهم وتصادر أبسط حقوقهم دون أى واعز من أخلاق أو ضمير فكيف نثق فيها ونسلمها مقاليد حياتنا وهم يعلنون بكل تبجح حقهم فى قطع النيل علينا لينتهى أمره إلى بحيرة إثيوبية خالصة لهم دون أى اعتبار لحقوق الآخرين فيه، ضاربين عرض الحائط بالقانون الدولى والاتفاقيات.

 فما الحل والحال كذلك، قد نجد الحل من سوابق فى نزاعات دولية سابقة تم حسمها بالقوة مثل النزاع على جزر فوكلاند بين إنجلترا والأرجنتين وضرب إسرائيل للمفاعل النووى العراقى وتجهيزها لضرب المفاعل الإيرانى دفاعًا عما تعتبره أمن قومى لها فما بالنا والخطر يحيق بنا يهدد وجودنا وبقاءنا وليس أمننا القومى فحسب، فالهدف الإثيوبى واضح وهو بوار أرض مصر وإفناء زرعها وضرعها جوعًا وعطشاً فى عداء سافر غير مفهوم، معركتنا ستكون دفاعًا عن الحياة وعن الوجود، حشودنا ستكون من أجل البقاء، وليس لأجل الفوز بمباراة لكرة القدم أو الحصول على بطولة إنما لاستمرار الحياة كما أراد لها الخالق أن تكون.

 يجب أن نعرف بكل صراحة من يقف وراء الإثيوبيين يحميهم ويقوى شوكتهم؟ وأن نعرف من معنا ومن علينا، كلما تأخرنا فى المواجهة ازدادت تكلفتها، علينا تعبئة الرأى العام بالداخل وتهيئة الرأى العام الدولى لقبول استخدام القوة بعد استنفادنا جميع الوسائل الدبلوماسية والتفاوضية الممكنة، كما علينا التواصل مع حلفاء إثيوبيا لتحييدهم بشتى الطرق وبعقد الاتفاقات التى تعوضهم وترضيهم مهما كانت، كلنا ثقة فى القيادة السياسية وفى قواتنا المسلحة وفى الأجهزة الاستخباراتية وإدارتهم جميعًا للصراع باحتمالاته المختلفة لتحقيق أمن مصر وسلامها واستمرار الحياة بها كما أراد لها الخالق، لقد خاضت مصر العديد من الحروب دفاعًا عن قضايا لا تمس أمنها بشكل مباشر وتكبدت فيها خسائر كثيرة من الدماء والأموال فكيف والتهديد الآن يمس بقاءنا ووجودنا، سنقف جميعًا خلف قيادتنا السياسية التى نثق فيها كل الثقة وفى قراراتها بكل ما نملك وما نستطيع لنكون أو لا نكون (واسلمى يا مصر أننا الفدا).

 مستشار رئيس الحزب للعلاقات العامة