رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

احتفال العالم في الأول من مايو كل عام، بعيد العمال، يأتي مختلفًا للمرة الثانية، مع استمرار تفشي جائحة كورونا، التي تسببت في أزمة اقتصادية عالمية حقيقية، لم يشهدها سوق العمل منذ الحرب العالمية الثانية.

منذ بدء ظهور وانتشار «اللغز الذي حيَّر العالم فى نهاية 2019»، وأوضاع العمال في تردٍّ واضحٍ، ليتحول الملايين منهم إلى عاطلين عن العمل، فيما يقبع المليارات في منازلهم، بسبب إجراءات الإغلاق والتدابير الاحترازية لمواجهة تفشي الوباء.

وبحسب تقارير دولية، فإن مئات الملايين حول العالم، أصبحوا عاطلين، ولم يعد بإمكانهم الذهاب إلى العمل، أو تم طردهم بسبب الأزمة المتفاقمة، كما أن نصف القوى العاملة باتت مهددة بخسارة مصادر رزقها، في ظل اختفاء كثيرٍ من الوظائف!

لقد أصبح الحديث عن حكاية «الأول من مايو»، أو فكرة تخصيص يوم للعمال، ليصبح احتفالًا دوليًا للإنجازات الاجتماعية والاقتصادية للحركة العمالية، أمرًا اعتياديًا، لكن «العيد» هذا العام يأتي في أجواء عَزْلٍ غير مسبوقة، وتدابير احترازية مشددة، سواء أكان بمنع أو إلغاء التظاهرات والتجمعات السنوية التقليدية.

إذن، هذا العام نتوقعه خاليًا من أي تجمعات بمناسبة عيد العمال، الذي أصبح عطلة رسمية حول العالم، رغم وجود استثناءات في بعض البلدان.. وبما أن هذا الأمر غير مسبوق في تاريخ النقابات العمالية، إلا أن أقصى ما يمكنها فعله هو التعبئة الافتراضية على منصَّات التواصل الاجتماعي.

ربما أكثر ما يلفت الانتباه، هو دراسة لأحد الأثريين المصريين، توصلت إلى أن الفراعنة أول من عرفوا النقابات العمالية، وقدموا للعمال ما يستحقون من حقوق وحياة كريمة، حيث تم العثور على دلائل تشير إلى المكانة الرفيعة التي تمتع بها عمال مصر قبل آلاف السنين.

تشير المقابر الضخمة في جبانة طيبة، غربي مدينة الأقصر التاريخية، إلى المكانة السامية التي يحظى بها العمال، بعد عثور علماء المصريات فى مدينة أبيدوس «قبلة الحج في مصر القديمة» على لوحات جنائزية لعمال محاجر ونجارين وصناع، أثبتت أنهم كانوا في «بحبوحة» من العيش، وأن قادة النقابات العمالية كانوا أعلى هرم موظفي الدولة.

لقد عرفت مصر القديمة، التظاهرات العمالية، في عصر الملك رمسيس الثالث عام 1970 قبل الميلاد، حين تأخر صرف الرواتب لمدة 20 يومًا، ليقوم عمال بناء مقابر ومعابد الملوك غربي الأقصر، بإلقاء أدواتهم ومعداتهم، واحتشدوا في مسيرة ضخمة، وقاموا بأول إضراب واعتصام سلمي، حتى تحققت مطالبهم «المشروعة»!

أخيرًا.. لم يقتصر الأمر عند الفراعنة على حق الإضراب والتظاهر والاعتصامات والاحتجاجات السلمية، بل إن عمال «مصر القديمة» كانوا يتمتعون بإجازة أسبوعية لمدة ثلاثة أيام «الأسبوع آنذاك 10 أيام»، إضافة إلى عطلات الأعياد والمناسبات الدينية!!

فصل الخطاب:

عندما يكون العمل متعة، تكون الحياة مبهجة.. أما إذا كان العمل «قهريًا» تصبح حياتنا نوعًا من العبودية.

[email protected]