رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

 

الليلة تسود وجوه وتبيض وجوه أثناء مشاهدة الحلقة الجديدة من مسلسل «الاختيار 2» من خلال عرض عملية اغتيال المقدم محمد مبروك ضابط أمن الدولة، الوجوه الضاحكة المستبشرة فى مقدمتهم عائلة الشهيد البطل مبروك وأبناؤه الثلاثة زينة، مايا، زياد، والوجوه الكالحة التى ترهقها قترة من شدة الخزى والعار كل ما يمت إلى المقدم محمد عويس الخائن العميل!!

أخونا عويس كما أطلق عليه الإرهابيون الجبناء من أنصار بيت المقدس يقوم بدوره فى المسلسل الفنان الجميل أحمد شاكر الذى توقع أن الناس سوف تكرهه لقيامه بهذه الدور، والمقدم الشهيد محمد مبروك يقوم بدوره الفنان الأردنى الشقيق إياد نصار.

الليلة سوف تنفجر 13 طلقة رصاص غادرة فى جسد الشهيد مبروك، الذى خانه زميل دفعته فى كلية الشرطة المقدم محمد عويس، الذى أمد الإرهابيين بتحركات مبروك، ورقمه الكودى وعنوان منزله مقابل مليونى جنيه حصل عليهما من جماعة أنصار بيت المقدس!!

عويس، ومبروك خريجا دفعة شرطة واحدة، التقيا فى الدراسة والتدريب، نفس الحلم، ونفس الطموح، عويس التحق بإدارة مرور القاهرة، ومبروك التحق بالأمن الوطنى، الأول خان الأمانة، والثانى صان العهد، الأول عار على أسرته وابنائه لا يستحق شرف الانتماء لتراب الوطن، والثانى شرف لكل المصريين.

الشهيد مبروك كان مكلفا بإدارة ملف العناصر الإرهابية، وشارك فى إحباط العديد من مخططات الجماعة، والقبض على العديد من قياداتها، هو الابن الوحيد لوالديه تولى ملف الإخوان قبل ثورة 25 يناير، وعقب قفز الإخوان على السلطة قرروا نقله إلى 6 أكتوبر لإبعاده عن جهاز الأمن الوطنى، ويوم 30 يونيو الذى تزامن مع ثورة الشعب ضد حكم الجماعة الإرهابية أصدر وزير الداخلية قرارا بعودته إلى جهاز الأمن الوطنى بمدينة نصر.

كشف المقدم مبروك تآمر وخيانة أعضاء الإخوان فى قضية التخابر مع حماس وكان الشاهد الرئيسى فى القضية، وكشف مخطط اقتحام السجون وقررت الجماعة الإرهابية اغتياله بعد اغراء زميله عويس بفيلا قيمتها مليونا جنيه، بعض أعضاء الجماعة التقوا عويس عدة مرات، وأغروه بالمال، وقال عويس: انا محضر كل حاجة، عنوان مبروك، ورقم سيارته وخط سيره، أى حاجة عاوزينها الحبايب رقبتى للحبايب!! الإرهابيون أقنعوا عويس الخائن بأن مبروك من الطائفة الممتنعة عن تطبيق شرع الله، وقتله ثواب عظيم عند ربنا وخر عويس فى حجر الإرهابيين وتحول من محافظ على الأمن إلي محافظ على الرشوة.

وفى نوفمبر 2013 انطلقت رصاصات الغدر، على جسد البطل الشهيد، وهو يستقل سيارته متوجهًا إلى مقر الأمن الوطنى بمدينة نصر، ليصمت صوت اتصف بالأمانة والنزاهة والوطنية إلى الأبد، والتف المصريون حول أبناء الشهيد وكرمته الدولة بجنازة عسكرية وتكفلت برعاية أبنائه، وسقط الخونة فى قبضة زملاء مبروك للقصاص لدم الشهيد وصدر حكم القضاء بقضية أنصار بيت المقدس، بإعدام عدد من المتهمين بينهم الخائن الضابط عويس.

سكان شارع نجاتى بمدينة نصر سيتذكرون هذا اليوم خلال مشاهدتهم حلقة الاختيار عندما يسترجعون أمامهم مشهد طلقات الرصاص التى اخترقت جسد الشهيد الذى لحق بالمئات من زملائه، وانضم إلى لوحة الشرف وستحلق روحه اليوم حول شاشات التليفزيون يشاهد مظاهر الفخر على أسرته وملايين المصريين بشجاعته وفدائه لتراب وطنه الذى كانت جماعة الإرهاب تحاول تدنيسه والتنازل عنه لمن يدفع الثمن، ويشاهد «مبروك» زملاءه الأوفياء الذين عاهدوه على الأخذ بثأره، ويقسمون له إن «عويس» الخائن نبتة حرام، باع زميله بالمال، وأخذ عقابه، وأن رجال الأمن الوطنى جيلا وراء جيل يقفون بالمرصاد لكل من تسول له نفسه العبث بمقدرات الوطن.

التفاف المصريين حول شاشة الاختيار عزاء جديد للبطل مبروك، ونظرة قصاص من الخائن عويس، هل عويس له أبناء وأسرة وعائلة تسترجع لحظات الانكسار والخيانة والبدلة الميرى التى لوثها مقابل مليونى جنيه خان بهما صديقه ورفيق رحلته، هل أبناء عويس إذا كان له أبناء سيكونون قادرين على مواصلة المسلسل لمشاهدة العار الذى جلبه لهم الأب الخائن، هل تكون وجوههم مسودة وهم يحملقون فى مشهد اغتيال «مبروك»؟ بالتأكيد سيكونون فى حالة رثاء، أما أهل الشهيد فوجوههم فرحة ونفوسهم مستبشرة لأن الشهيد حافظ على العهد مع الوطن عندما كشف خيانة الإخوان، وتخابرهم مع أجهزة خارجية للتخطيط لإسقاط الوطن.

شهادة المقدم مبروك، كشفت الغطاء عن أبشع تيار إرهابى، فقرروا التخلص منه لكن سيظل أيقونة للشرف والانتماء للوطن، ويلاحق العار كل من وشى وخطط وأنهى حياة انسان كان يؤدى واجبه بأمانة بعكس زميله الخائن الذى باعه بثمن بخس، وأعطى عقله للإرهاب الذى أقنعه أن «مبروك» طاغوت يجب التخلص منه، فى هذا الوقت كان «عويس» يسرح بخياله فى فيلا حصل عليها من دماء ابن دفعته وصديقه، ولكن لن يستوى الذى خان والذى صان العهد فى الدنيا أو فى الآخرة.