رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

ما جاء على لسان الجنرال كينيث ماكينزى هذا الأسبوع، يعيد إلى الأذهان على الفور ما كان قد جاء صراحةً على لسان الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترمب، وقت أن كان مرشحًا رئاسيًّا فى السباق إلى البيت الأبيض نهايات عام ٢٠١٦!

وقتها قال ترمب إن ادارة باراك أوباما التى سبقته إلى مقاعد الحكم هى التى صنعت ما يسمى بتنظيم داعش، وإن أوباما ومعه وزيرة خارجيته هيلارى كلينتون مسئولان مسئولية كاملة عن صناعة التنظيم فى الشرق الأوسط وحول العالم!

ولم يكن ترمب شخصًا عابرًا وهو يقول هذا الكلام، ولا بعدها عندما دخل البيت الأبيض وبقى فيه أربع سنوات كاملة، ولذلك، فإن ما قاله فى هذا الشأن وأخذه عنه الإعلام فى ذلك الوقت، قد شغل الدنيا وملأ الأجواء لأن داعش فى تلك الأيام كان يمارس عربدته فى المنطقة وخارجها على السواء!

صحيح أن ترمب عاد بعدها وقدم ما يشبه الاعتذار عما صدر عنه، ولكن الحقيقة أن ما قاله كان الناس يتهامسون به فى كل مكان، ولم يفعل الرئيس الأمريكى السابق شيئًا سوى أن رفع صوته بما كان أهل الشرق الأوسط يقولونه بصوت خفيض لا يسمعه أحد!

اليوم.. يعود الجنرال ماكينزى الذى يتولى قيادة القوات المركزية الأمريكية ليقول كلامًا يشبه ما كان ترمب قد قال به قبل خمس سنوات.. وربما أخطر!

يقول كينزى فى حوار أجرته معه مجلة «ذا نيويوركر» ونقلته عنها أكثر من صحيفة ومحطة تليفزيونية حول العالم، إنه يتوقع «ولادة شيء ما» بعد داعش، وإن الظروف التى أنتجت داعش لا تزال قائمة كما هى، وإن ما يقرب من عشرة آلاف مقاتل داعشى لا يزالون يتواجدون فى منطقة غرب العراق وشرق سوريا!

فما هو هذا الشيء الذى يتوقع ماكينزى ولادته فى منطقتنا، وأين بالضبط سيولد فى المنطقة، وما هى العلاقة بينه وبين التنظيم القديم الذى فشل فى انشاء ما كان يسميه الدولة الإسلامية فى العراق والشام؟!.. إن المتحدث هذه المرة رجل مسئول على أعلى مستوى أمريكيًّا، ولا يمكن المقارنة بينه وبين ترمب الذى كان وقت كلامه عن داعش مجرد مرشح رئاسى يسعى فى سباق الرئاسة!

لا يمكن المقارنة لأن المتحدث عن «ولادة شيء ما» فيما بعد مرحلة داعش هو جنرال كبير، ولأنه كذلك، فلا يمكن أن يقول أى كلام، ولا يمكن إلا أن يكون حديثه مبنيًّا على معلومات لديه!

ماذا يخفى ماكينزى فى جيبه بهذا الشأن، ولماذا الآن، وما علاقة ما يقوله بوجود ادارة جو بايدن فى مقاعد الحكم، مع ما نعرفه عن روابط كثيرة تربط بينها وبين ادارة أوباما؟!.. هذا ما سوف تتكفل الأيام بالإجابة عنه، وهذا ما سوف يجعلنا نرى ما إذا كانت الولايات المتحدة تقاوم الإرهاب حقًا كما تقول فى كل المناسبات ذات الصلة ؟!