رؤى
أقدم رواية وصلتنا عن الكتب أو الصحف المنسوبة للإمام على بن أبى طالب، وصلتنا فى كتاب بصائر الدرجات للصفار (منشورات شركة الأعلمى للمطبوعات، بيروت سنة 2010، وقد نسبت أغلبها للإمام جعفر الصادق، منها ما يخبرنا عن كتاب، وذلك فى الخبر الذى رواه أبوبصير قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن شىء من الفرائض، فقال لي: ألا أخرج لك كتاب على عليه السلام، فقلت: كتاب على عليه السلام لم يدرس؟، فقال: يا أبا محمد إن كتاب على عليه السلام لا يندرس، فأخرجه فإذا كتاب جليل..، وذكر عن قاسم بن يزيد عن محمد عن أحدهما قال: إن عندنا صحيفة من كتاب على أو مصحف على.. فنحن نتبع ما فيها فلا نعدوها».
وقد نقل النجاشى (ت 290هـ) فى كتابه رواية عذافر الصيرفى قال: «كنت مع الحكم بن عتيبة عند أبى جعفر عليه السلام، فجعل يسأله.. فاختلفا فى شيء، فقال أبوجعفر: يا بنى قم! فأخرج كتاب على، فأخرج كتابا مدروجا عظيما وفتحه وجعل ينظر حتى أخرج المسألة..».
وذكر الحر العاملى (ت1104هـ) فى وسائل الشيعة رواية لمحمد ابن مسلم، قال: أقرأنى أبوجعفر (عليه السلام) شيئا من كتاب على (عليه السلام)..، «ويقال إن طول هذا الكتاب بلغ سبعين ذراعا، فقد ذكر عن مروان قال سمعت أبا عبدالله يقول عندنا كتاب على سبعون ذراعا»، وقال أبو جعفر الصادق للفضل بن يسار: «يا فضل، عندنا كتاب على سبعون ذراعا»، وقد أكدت هذه الأخبار أن كتاب على رضى الله عنه يحتوى على الأحكام والمواريث، حيث ذكر أبى بصير فى خبره أن الإمام جعفر الصادق عندما أحضر كتاب على: «.. فإذا فيه رجل مات وترك عمه وخاله قال: للعم الثلثان وللخال الثلث»، وفى رواية صاحب الوسائل أكد محمد بن مسلم أنه قرأ فى كتاب على: «أنهاكم عن الجرّى والزمير والمارماهى والطافى والطحال».
ذكر بن ميمون القداح عن أبى عبدالله، عن أبيه قال: «فى كتاب على كل شيء يحتاج إليه حتى أرش الخدش والأرش»، ويقال حسب المرويات إن هذا الكتاب من إملاء الرسول عليه الصلاة والسلام، وبخط الإمام على بن أبى طالب، فقد ذكر عن الفضيل بن يسار قال: قال لى أبوجعفر رضى الله عنه: يا فضيل عندنا كتاب على.. ما على الأرض شيء يحتاج إليه إلا وهو فيه، حتى أرش الخدش، ثم خطه بيده على إبهامه».