البلطجة دخلت بيوتنا غصب عنا دون استئذان من خلال القنوات الفضائية التى لم تعد معظمها يقدم أعمالًا هادفة وكأنهم لا يعلمون مشاكل مجتمعنا ولا يعرفون شيئًا عن محاربة الإرهاب وكل هدفهم جلب الإعلانات لتدير عليهم بالملايين، ولتصبح القناة الأكثر مشاهدة أو المسلسل الأوحد الحائز على أعلى نسبة مشاهدة دون اعتبار ما سيحدثه هذا المسلسل وتأثيره على المراهقين والأطفال الذين يتخذون من بعض مشاهير الممثلين قدوة لهم.
للأسف عانينا كثيرًا من مسلسلات البلطجة ولكن المنتجين لم يتوقفوا عن إنتاجها والنتيجة حتمية ومعروفة للشباب الضعيف الذى يطبق مشاهد هذه المسلسلات على أرض الواقع فيقومون بشرب السجائر والحشيش ويحملون السيوف والمطاوى ويستخدمونها فى ضرب الخصوم سواء فى مناطقهم أو مناطق أخرى.
أيضًا تشجع هذه المسلسلات على الدعارة والتحرش الجنسى والسرقة وكل الموبقات التى نعلمها والتى لم نعلمها، وهذه هى النتيجة الطبيعية لمسلسلات تافهة «ملهاش ستين لازمة»، هل الرجولة فى نظر المخرج أو المنتج أو القناة هى ضرب السيدات أو تحريض الشباب على الطلاق والتفكك الأسرى؟ أم الرجولة ضرب بالسيوف وشتيمة أهالى المنطقة؟ هل يصح أن المسلسل يعلم الشباب ممارسة الرذيلة مع الجيران؟ وغيره وغيره من مشاهد أقذر من المستنقع.
المفروض أن مصر تحارب الإرهاب فى كل مكان والمفروض أن القنوات الفضائية تنتج مسلسلات هادفة مثل الاختيار 1و2 والمفروض أن هذه القنوات تنتج مسلسلات تفرز حب الوطن للشباب والانتماء وتعرفهم بأعداء الوطن والظروف التى تمر بها البلاد، والشهداء الذين يسقطون يومًا بعد يوم من أجل الوطن على يد الإرهابيين، ولكن للأسف هذه النوعية من المسلسلات تنمى البلطجة والقذارة فى الشباب.
وكذلك تضيف أعباء كثيرة على رجال وزارة الداخلية الذين يأمنون الجبهة الداخلية ويحاربون الإرهاب جنبًا بجنب مع القوات المسلحة.
بلدنا تحتاج لشباب واع ومثقف وقوى وليس شباب ضايع وصايع وبلطجى وضعيف ينهاروا فى أول مواجهة مع الأعداء.
حمى المولى مصر من كل الأعداء والأحقاد.