رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كشفت حادثة القطارين بسوهاج عن إهمال بعض الناس وعدم معرفة أهمية ما يقومون به وخطر إهمالهم، سواء من تقصير بعض السائقين فى مهامهم أو بعض المسئولين أو بعض العمال إضافة إلى تهالك المرفق وعدم انتظام مواعيده فى الوقت الذى تصب الدولة فى تطويره مئات المليارات؛ وحتى تتضح الحقيقة فإننا ننتظر نتيجة التحقيقات التى ستهدئ الرأى العام الذى فُجع بحجم المأساة باصطدام قطارين على خط واحد، لكن ما استوقفنى هو القطار المميز ولا أدرى بم تميّز هذا القطار فهو أسوأ القطارات مقاعد وممرات ودورات مياه، وكم أتمنى أن يستقله المسئولون من محافظة لأخرى ليشاهدوا مدى سوئه وليس تميزه، وقد علمتُ من طلابنا أن هذا القطار المميز هو المسموح لهم بالسفر فيه باشتراكات الطلاب وهذا أمر عجيب لأنه لا يأتى إلا نادرًا فى ميعاد أو اثنين يوميًا مما يعمل على تكديس الطلاب فى العربات بشكل مخيف، لاسيما أننا فى عصر كورونا، فكيف يرى الطلاب القطارات الروسية مثلًا تمضى أمامهم وهم محرومون منها حتى ينتظروا هذا المتميز الذى أطلقوا عليه «القطر المقندل» كيف نجبر طلابنا على التكدس ونقل العدوى وانتشارها، اسمحوا لهم أن يستقلوا أى قطار أمامهم طالما استخرجوا اشتراكات شهرية وهذا حق طلابنا وجنودنا علينا حتى يؤدوا رسالتهم العلمية وواجب خدمة البلد، وكلى أمل أن الدولة لن تبخل عليهم بذلك، كما ينبغى أن نكثر مرور القطارات التى تخدم قطاع الطلاب والموظفين ولاسيما فى أوقات الذروة. وهل يعقل أن يحجز الراكب المتجه من القاهرة إلى أسيوط تذكرة من القاهرة إلى أسوان؟ بأى حق يدفع ثمن مسافة لن يسافرها وهذا الأمر فى الصعيد والدلتا أيضًا، على السكة الحديد أن تواكب العالم، فالتذكرة أقطعُها فى ألمانيا صالحة لمدة شهر تنزل فى أى محطة وتكمل اتجاهك فى اتجاه واحد فى خلال شهر، وإذا أردت أن تحجز كرسيًا فبمبلغ زهيد رمزى يضيع عليك إن لم تسافر فى هذا القطار لكن التذكرة قائمة لمدة شهر.

بقى أن أوجه شكرى وامتنانى لجموع الطلاب بمحافظات سوهاج وقنا وأسيوط الذين تسابقوا للمستشفيات للتبرع بالدم فور وقوع الحادث والشكر موصول إلى ملحمة الوفاء والشهامة والكرم لهؤلاء الذين هرعوا لنجدة المصابين واستخراج الجثامين من العربات وقاموا بنقل المصابين بسياراتهم إلى المستشفيات وفتحوا بيوتهم لاستقبال ذويهم وأهالى المتوفين وأمدوا الناجين منهم بمتطلبات العيش والدفء والنقود، وهذا ما ينبغى أن يُدرّس فهى ملحمة أصالة الشعب المصرى الذى يظهر معدنه الأصيل فى الشدائد والنكبات.

خاتمة الكلام:

يا طارقَ البابِ لا أهلٌ ولا بابُ

مَنْ ذا عرفتَهمُ غابوا وما غابوا

لا تُكْثِرِ الطَّرقَ ما فى الدار من أحدٍ

هلِ الفناءُ - إذا ناديتَ - جَوّابُ

أُمى هناك بأرضٍ لا يُبلّغُها

إلا الذين مضَوْا للخُلْدِ ما آبُوا

أبى هناكَ بجناتٍ يروحُ بها

والدّارُ تبكى وبابُ البيتِ نَحّابُ

لا تحسبِ الدمعَ ماءً بالعيونِ جرى

فللدموع مناشيرٌ وأنيابُ

يا طارقَ البابِ كفكفْ فالطلول نَمَتْ

صمتًا يُقيمُ، وما فى الدارِ أصحابُ

[email protected]