رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

طواعيةً خرجت أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية من دار المستشارية لتذهب إلى شقتها التى تسكن بها منذ زواجها قبل عقود من الزمن ولم تغادرها مع زوجها إلى قصر فخم يليق بها وهى تحكم ألمانيا وتخرج بها من خضم العواصف السياسية والاقتصادية منتصرة، ظلت أنجيلا ميركل فى شقتها المتواضعة وهى تحكم أقوى دولة اقتصاديا لمدة 16 عامًا، وهى أستاذة الفيزياء التى أتمت رسالة الدكتوراه وتقدم لها أستاذ جامعى طالبًا الزواج منها فوافقت وظلا معًا حتى اليوم.

وقد زرتُ ألمانيا الشرقية قبل وحدة ألمانيا ورأيت كيف كان الحزب الشيوعى يحكمها، يوفّر العمل والمأكل والمسكن ويسلب الحرية، وكم كان سور برلين يفصل بين ألمانيا الشرقية والغربية وعندما عبرتُ الحدود من برلين الغربية إلى برلين الشرقية كان الفارق متسعًا، وقد تهافت الشرقيون على ليبدلوا المارك الشرقى مقابل الحصول على العُملة الحُلم المارك الغربى، وأذكر أنى بعتُ لهم المارك الغربى بخمسين ماركًا شرقيًا وعندما أسقطوا جدار برلين فى سبتمبر 1989 وزحفت الجموع من الشرق إلى الغرب غير خائفين من رصاص رجال الحدود الشرقيين والأسلاك المكهربة خرج المستشار الألمانى هيلموت كول مستشار الوحدة الألمانية ليعلن أن المارك الشرقى يساوى المارك الغربى وتحمّلت ألمانيا الغربية تبعات الوحدة وحدها.

فى هذه الظروف عاشت د. أنجيلا ميركل التى اتجهت لتخوض غمار السياسة لتصبح فى النهاية «مستشار ألمانيا» وتظل فى هذا المنصب 16 عامًا متواصلة وتتركه بإرادتها ليختار الشعب من يخلفها، ظلت المستشارة الألمانية زاهدة فى ترف الحياة فملابسها لم تتغير إلا قليلًا منذ تولت المستشارية تبدّلها تباعًا؛ وتسألها إحدى الصحفيات: أنت تلبسين دائمًا الملابس التى ارتديتِها من قبل عدة مرات؟ فترد أنجيلا: أنا لستُ عارضة أزياء.

طوال الفترة الطويلة التى حكمت فيها ألمانيا كانت تخدم بيتها مع زوجها ولم يُدخلا خادمة قط. تفصل هى ألوان الملابس ويشغّل هو الغسالة، ينظفان بيتهما ويعتنيان بزهور الشرفة، فلا مديرة بيت ولا خادم ولا جناينى، فهى شقة متواضعة وهم يخدمون أنفسهما بأنفسهما، فى اليوم الذى خرجت فيه أنجيلا إلى التقاعد لتعود أستاذة جامعية تواصل البحث العلمى والمحاضرات صفّق لها الألمان لمدة ست دقائق متواصلة فقد كانت رمزًا للسياسة الألمانية دون تعصب ودون انفعال، ولم يُعرف عنها محاباة أقاربها، فهى صارمة مهذبة تحضر الأمسيات الشعرية شهريًا، حيث إنها مولعة بالشعر والموسيقى، وربما كان هذا دافعًا لها لتفتح حدود ألمانيا أمام اللاجئين وتهاجَم بسبب قرارها هذا، لكن تنجح فى أن تُخضع القوى السياسية لقرارها..

< خاتمة="">

من أقوال ميركل: الحرية لا تعنى أن تكون حرًا من شيء ما، بل الحرية أن تكون حرًا فى القيام بشيء ما.

[email protected]