عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

 

لا شيء يفوق عشق المصرى للأرض. أى  تملك الأرض. وربما نتذكر هنا الأغنية الشعبية التى تتحدث عن «عواد» والعار الذى لحق به عندما باع أرضه.. وأصبح هذا التعبير «عواد باع أرضه يا أولاد».. شوفوا طوله وعرضه.. وتعرفون أن أول ما يفكر فيه المصرى إذا نجح وحصل على عقد عمل فى الخليج هو تملك الأرض.. زراعية.. أو عقارية.. وابن القرية يحلم بشراء أرض يزرعها.. أما ابن المدينة فإن أول ما يفكر فيه هو شراء الشقة.. وبسبب هذا العشق غير العادى فإن الأرض هى الحلم.. حتى و لو بناها بالطوب الأحمر.. وبلا جدال إن هذا العشق هو أهم سبب لارتفاع ثمن الأرض..  وأيضاً التهاب أسعار الشقق.

والمصرى يرى أن الأرض هى العِرض. وقد فهمت الدولة المصرية أخيراً هذا العشق.. فدخلت فى عملية إنشاء المدن الجديدة، وباعت الأرض الصحراوية حتى قبل أن توفر لها أى بنية تحتية.. كذلك هذا العشق يقف وراء انتشار الشركات العقارية، وتطورت المهمة من بيع الشقق بالشيء الفلاني.. إلى إنشاء المستوطنات والقرى السياحية وأيضاً عرفنا  الكومباوندات.. وبات حصول المصرى على شقق وفيلات هذه الكومباوندات هو حلم الأحلام.. وهى للأسف مجرد «مستوطنات أو مستعمرات» سواء فوق الجبال..  أو فى الوديان.

ورغم الأسعار العالية، والغالية، فمازال المصرى يلهث وراء حلم تملك المسكن.. وهو لن يخسر مهما دفع ثمناً لهذا المسكن، وتجد المصرى عندما يشترى الشقة يحرص على أن يتضمن العقد تملك المشترى لقطعة من الأرض، حتى ولو أدى ذلك الى تفتيت هذه الأرض..  ولكن هذا ما يحدث لأنه يعكس عشق المصرى للأرض.

وهنا نقول إن الدولة وهى تسعى للحصول على أكبر مال يملكه المصرى عليها أن تقوم بإعداد مخططات لأحياء أو مدن جديدة ولكن بعيداً عن المدن الحالية يعنى فى الصحراء.. وتابعوا تطور أسعار الأراضى - فى المدن الجديدة ـ وبالتالى أسعار المساكن بها.. لأن ثمن الأرض يمثل حوالى 40٪ من إجمالى ثمن الشقة.

ومن المؤكد أن الدولة اذا أرادت جمع أكبر أموال ممكنة عليها أن تعلن وتنشيء مدناً جديدة فى المناطق الصحراوية.. ولن يبخل المصرى على شراء هذه الأراضى وبالثمن الذى تراه الدولة.

< نقول="" ذلك="" لأن="" المصرى="" سيدفع="" الثمن="" الذى="" تريده="" الحكومة="" وربما="" لا="" يعرف="" الناس="" أن="" كل="" حاكم="" لمصر="" ـ="" وعبر="" التاريخ="" ـ="" كان="" يملك="" الأرض="" الزراعية..="" سواء="" كان="" مصرياً="" وطنياً="" أو="" غازياً..="" فقط="" كان="" يسمح="" بحق="" الانتفاع..="" إلى="" أن="" جاء="" ثالث="" حكام="" مصر="" ـ="" من="" أسرة="" محمد="" على="" فقرر="" منح="" المصريين="" حق="" تملك="" الأرض="" الزراعية="" وهو="" محمد="" سعيد="" باشا.="" من="" يومها="" زاد="" عشق="" المصرى="" للأرض="" وتملكها..="" ولهذا="" أصبح="" المصرى="" تقاس="" قيمته="" بحجم="" ما="" يملكه="" من="" أرض..="" التى="" أطلق="" عليها:="">

وأعتقد أن هيئة المجتمعات الجديدة هى أغنى هيئة فى مصر بحكم ما تملكه من أرض.