رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

 

 

الدكتورة نجوى عانوس أستاذ الأدب المسرحى، ما زالت تُتحفنا بالمزيد من العطاء فى عالم الأدب، فقد صدر لها مؤخرًا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة كتاب محقق بعنوان «مسرحيات من تراث المسرح الإنجليزى الذى ترجمه إبراهيم رمزى، وقدمت له وحققته الدكتورة نجوى والمسرحيات المترجمة أو المعربة هى: لورد لينون - غادة ليون، ولورد ليتون ريشيليو، وجوستن مكارثى، لو أنى ملك، وولتر فيلبس، القلب الميت أو سجين الباستيل، وأخيرًا ريتشارد برنسلى شريدان فى مسرحية بيزارو.

وكما تقول نجوى عانوس فى المقدمة إن مهمة مترجم النص المسرحى (أو الدرامى تحديداً) مهمة صعبة، تتطلب مهارات وخبرات كبيرة. ووعيًا بثقافة اللغتين، حتى يستطيع المترجم أن يتواصل مع الثقافة الأخرى. ويصف كورت جولدستين ترجمة النص المسرحى بأنها «ترجمة تعنى بتقديم ما ينتمى إلى عالم آخر حتى يمكن استيعابها، فنحن لا نُحسن الترجمة إلا بعد اكتسابنا المفهوم الحقيقى لبنية اللغة الجديدة فى علاقتها بأناس يتحدثونها، ومن ثم نستطيع تمثيل الكلمات كما يستخدمها متحدثو اللغة للتواصل مع العالم، ولا يكفى أن نترجم لغتنا إلى كلمات اللغة الجديدة، بل أن نفكر بتلك اللغة».

وفى الحقيقة، يواجه مترجم النص المسرحى الكثير من المتاعب، فينبغى أن يكون متخصصًا فى المسرح، وعالمًا بالتقنيات المسرحية، وأن يهتم بالجانب الشفاهى السمعى للنص، ولا بد أن يضع نفسه متلقيًا له، فيجعل المسرحية تبدو كأنها مكتوبة أصلاً باللغة المنقولة إليها، فالترجمة للمسرح ليست نسخاً من مخلوق قديم، بل هى خلق وإبداع موازٍ للنص الأجنبى، بلغة جمالية، تتفوق أحيانًا على النص الأصلى، من خلال تفجير طاقات اللغة العربية، فلا يقف المترجم عند (الدرجة الصفر) للترجمة (أى الترجمة الحرفية التى تؤدى إلى نقل وفهم النص)، بل يصنع إبداعًا وفنيًا دراميًا جديدًا، ويجب أن يلتزم بتصور الشفاهية الدرامية، لأن الدراما فن شفاهى يعرض أمام الجمهور، وأن يتمثل طريقة إخراج المسرحية وحركة الممثلين.

أما الكاتب المسرحى إبراهيم رمزى (1884 - 1949). فقد استخدم مصطلحى التعريب والنقل، ويقصد بهما النقل إلى اللغة العربية، وهما بذلك مرادفان للترجمة بمعناها الحالى.

يرى إبراهيم رمزى أن التعريف بالكاتب لا يكون بالترجمة فقط. بل بالتمثيل أيضًا، ويقول: «تعريف شكسبير للناس لا يكون بترجمة مؤلفاته وحدها أو تدريسها فى المدارس الثانوية، بل بتمثيلها أيضًا، فإن المشاهدين أكثر فى كل أرض من القارئين، والتمثيل يؤدى إلى الفهم. وقد يكون فى إخلاص الناس الحب لشكسبير إخلاصٌ لأمته وحبٌ لأدبائها، وإلا فلا تمثيل ولا شكسبير».

يذكر إبراهيم رمزى مراحل الترجمة فى مقدمة كتابه «العبارات العامية وما يرادفها بالإنجليزية» فيقول: «التثبت من مختلف معانى الألفاظ فى مناحى الكلام، وثانيًا تعويد اللسان على النطق بلهجة أهلها، وثالثًا تصويرها فى الذهن على طريقة أهل اللغة فى التكفير، أما الرابع فهو توخى طريقة التفكير، فذلك غير ميسر إلا لمن عاش بين ظهرانى القوم، وأنكر ذات لسانه العربى الذى له كنايات واصطلاحات ومجازات وتشبيه على ما يقابله فى غير لغته».

نجوى عانوس تفوقت على نفسها فى تحقيق هذه المسرحيات بشكل لافت للأنظار، خاصة أنها كشفت العلاقة بين هذه المسرحيات الإنجليزية وتراثنا التاريخى. وقد حرصت الدكتورة نجوى على الرجوع إلى الطبعات الأهلية التى رجع لها المترجم إبراهيم رمزى نفسه ومعظمها مصادر قديمة.