عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رادار

يمده يده لإلقاء التحية، فيستبق صديقه التحية بابتسامة.. و»السلام بالكوع»!

لم يحبذ الشاب الذى لم يتجاوز عمره 24 عاماً تبادل السلام بالكوع.. بدا منزعجاً وغاضباً.. حاول التماسك لثوانٍ معدودات ثم ابتعد لمسافة مترين، ليس لأنه يريد المحافظة على التباعد الاجتماعي، وإنما لأنه يريد أن يبتعد ليغادر المكان من فرط ضيقه وغضبه!

حاول صديقه أن يطمئنه قائلا: «يعلم الله أننى أتمنى أن أصافحك باليد وبالأحضان كمان، لكن حرصى على سلامتك ما دفعنى إلى السلام بالكوع، ومن أدراك فقد أكون مصاباً بالفيروس دون أن أعلم!»

هل تغضب من السلام بالكوع أو بقبضة اليد؟.. كم مرة تعرضت لمثل هذا الموقف الحرج؟.. كم مرة انتابك الغضب من أقرب أصدقائك أو من إنسان لا تعرفه بسبب السلام بالكوع؟.. كم مرة وقفت متلبساً بالصدمة أمام شاب أو فتاة فى مقتبل العمر لا يلتزم أى منهما بارتداء الكمامة أو بالتباعد الجسدي؟!

استناداً إلى بيانات منظمة الصحة العالمية، فإن إجمالى عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كوفيد- 19 فى مصر منذ ظهوره وحتى نهاية يوم الخامس من يناير 2021م قد بلغ 143 ألفاً و464 حالة إصابة مؤكدة، و7 آلاف و863 حالة وفاة، كما ارتفع عدد حالات الإصابات المؤكدة المسجلة على أساس يومى بشكل ملحوظ خلال الأسبوعين الماضيين فقط. (1277 حالة إصابة مؤكدة الثلاثاء الماضي، مقارنة بـ 579 حالة فى التاسع عشر من ديسمبر من العام الماضي، ومما يقترب أيضاً من حاجز 1774 حالة إصابة يومية مؤكدة، وهو أعلى رقم من حيث عدد حالات الإصابة اليومية المؤكدة والذى تم تسجيله فى 20 يونيو من العام الماضي)

لقد عبرنا إلى عام 2021م بزيادة ملحوظة فى عدد الإصابات بفيروس كوفيد – 19، ما يعد سبباً منطقياً لما تم اتخاذه من إجراءات احترازية عاجلة وحاسمة فى عدد من قطاعات العمل والحياة!

ربما يكون الخروج من المنزل لممارسة حياتك بشكل اعتيادى أمراً لا تريد له أن يتوقف، وربما يكون الالتزام بارتداء الكمامة أمراً «مرهقاً» لا يشعر معه الكبار أو الصغار براحة تامة، إلا أن التعايش بإيجابية وإبداء حس الالتزام والمسؤولية أفضل لكل منا من أن يتم بلوغ حالة الإغلاق الكامل لقطاعات كثيرة – لا قدر الله – لتأمين صحة وسلامة الجميع!

الخلاصة: فى زمن التعايش مع كورونا؛ يبرز المعنى الحقيقى للإنسان « الجدع»، والذى يلتزم بكل أمانة بما عليه القيام به لحماية نفسه والآخرين من حوله من العدوى، ويستحق لقب «جدع بزيادة» عندما يحرص من قلبه على حياة المحيطين به.. يصبح «شجاعاً» عندما لا يغضب من «السلام بالكوع»، وعندما يكون شريكاً بالتزامه فى ضمان استمرارية الحياة الطبيعية ومنع انتقال العدوى.. عندما يرفض أن يكون سبباً بعدم التزامه فى توقف الحياة وايذاء الآخرين من حوله!

حفظ الله الجميع 

[email protected]