رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نحو المستقبل

يكتب الكاتب مايظن أنه الحق سواء جاءت كتاباته متوافقة أو رافضة لبعض ما يجرى فى الشأن العام وبالطبع فلا يعيب الكاتب وما كتب إلا السؤال : هل يكتبه بدوافع وطنية ايجابية تسعى لبناء مجتمعه وتقدم دولته أم يكتبه بغرض الهدم والتشكيك ؟!

أقول هذه الكلمات وأتساءل هذا التساؤل تعليقا على ملاحظة لاحظها بعض الأصدقاء والأهل ممن يتابعون ماأكتب حيث اكتشفوا أننى فى أى حديث يجرى بيننا حول أحوالنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية..الخ وإنجازات الحكومة فى هذا الصدد أدافع عنها دفاعا شديدا وألفت انتباه من لايفهمون ويتابعون إلى الجهود الجبارة التى يبذلها الرئيس والحكومة وأؤكد على أن مايحدث على الأرض فى مصر وفى كل مجالات الحياة يعد معحزة بكل المقاييس وكثيرا ما أوضح لهم ما غمض عليهم من أهداف الانفاق الحكومى على مشروعات يظنون أنها يمكن أن تؤجل! واتجاهها إلى عمل مصالحات واتفاقيات مع دول أخرى لم يكن لها ضرورة الآن!.. الخ. لقد تعودوا منى الدفاع الدائم عن الرئيس والحكومه وإنجازاتهم فى مناقشاتنا وأحاديثنا اليومية، ويتعجبون أننى حينما أكتب مقالاتى الأسبوعية أتحدث بنغمة نقدية لاذعه عن الكثير من الظواهر السلبية فى أداء الحكومة والمحليات؟! ومن ثم فقد احتاروا فى تصنيفى هل أنا مع الحكومه أم ضدها وهل أنا من المعحبين حقا بالرئيس وبآداء الحكومة الحالية أم العكس؟!

وهنا كان ينبغى أن أتأمل الأمر من وجهة نظر فلسفية كما تعودت وبحكم التخصص، فوجدتنى أتساءل: هل ثمة مايثير العجب والدهشة فى ذلك ؟! وهل ثمة تناقض ببن أن يكتب المرء ناقدا بعض الظواهر السلبية وموجها إلى تحسين الأداء الحكومى فى هذا الجانب أو ذاك مع اعجابه واحترامه وتقديره لكل الإنجازات الرائعة التى تتم بالفعل على الأرض؟!

 إننى بلا شك - وقد عبرت عن ذلك فى الكثير مما كتبت سواء فى المقالات أو حتى فى الكتب - أٌقدر للرئيس السيسى بالذات شجاعته فى انتشال مصر من الفوضى التى كانت ستتجه إليها من جراء عشوائية واستبداد وعنجهية جماعة الاخوان الذين شوهوا وجه مصر وكادوا يقضون على هويتها ووسطيتها، كما أننى أرى بالفعل أنه يحقق هو وحكوماته المتتالية أكبر إنجازات تشهدها مصر منذ مطلع العصر الحديث، فقد حقق لمصر بالمشروعات القومية المختلفة ما حولها بالفعل من دولة فاشلة إلى دولة حديثة ومستقرة ثابتة الأركان قوية المؤسسات تحترمها بل وتخشاها كل دول العالم، ونجح بفعالية غير مسبوقة فى اختراق كل المشكلات المزمنه التى لم تجرؤ أى حكومات سابقة على اختراقها وخاصة فى مجالات الصحة والعشوائيات وإصلاح الاقتصاد والقضاء المبرم على الكثير من مظاهر الفساد بتطوير الأداء الحكومى فى كل القطاعات ودفعة واحدة.إن شجاعة الرئيس ومتابعاته اليومية أغنت الناس حتى عن متابعة مايجرى فى البرلمان من مناقشات ؛ فهو يتحرك مع الحكومه على الأرض بسرعة الصاروخ بينما لا يزال يتحرك الباقون من محافظين وتنفيذيين ونواب فى البرلمان بسرعة السلحفاه، هو يقتحم المشكلات الكبيرة منها والصغيرة بقدرة فائقة على تقديم الحلول ومتابعة تنفيذها وهم يتخبطون و»يتكعبلون» فى غابات الآداء الروتينى التقليدى الذى لم يعد صالحا لهذا الزمان التكنولوجى الإلكترونى، إنهم يعيشون فى زمان الخوف من التوقيعات و الروتين الورقى وهو يحلم وينفذ ويتابع تنفيذ مشروعات المدن والطرق والمصانع والزراعات الذكية والتجارة الإلكترونية، هم يغرقون فى «شبر مايه» حين يسقط المطر فى هذا الحى أو ذاك وفى هذه المحافظة أو تلك وهو يعيد رسم خريطة مصر كلها مسابقا الزمن ليواجه مشكلاتها الكبرى، مشكلات الزحام والبطالة والنمو السكانى غير المتوازن، مشكلات الأمراض المزمنة والمتوطنة التى أعجزت المصريين عن أداء أعمالهم باتقان وعن أن يتمتعوا بجودة الحياة التى يستحقونها!!

إننى بالفعل أرى أننا فى مصر الآن وفى ظل هذه الإنجازات المتتالية سنكون وفى غضون سنوات قليلة من الدول الكبرى القوية القادرة على تحقيق طفرة تنموية ستعم فائدتها بالتأكيد على كل شعبها الصابر المكافح بعد سنوات عانى فيها من الفقر والعوز وقلة الحيلة، لكننى مع ذلك سأظل حينما أمسك القلم وأكتب سأنبه إلى مايشوب هذا الثوب ناصع البياض من بقع سوداء ينبغى أن ننقيه منها ؛ فهل تتناقض رؤية الناقد والكاشف عن هذه البقع السوداء التى ينبغى أن تلتفت إليها الحكومة وتعمل على ازالتها مع التقدير لكل جهودها الخلاقة فى إدارة مشروعاتها الكبرى ؟! هل يتناقض تقديرى للإنجازات الكبرى فى مشروعات الطرق مثلا مع التنبيه إلى الالتفات إلى الطرق الداخلية وسط الأحياء السكنية وهى بالفعل تحتاج إلى نظرة وتتطلع إلى إنجاز مماثل ؟!

 هل يتناقض تقديرى للجهود المبذولة فى التحول الرقمى والحكومه الإلكترونية مع التنبيه إلى الإهمال والعشوائية وصور الفساد التى لا تزال سمة فى من يعملون فى القطاعات الحكومية المختلفة ؟! هل يتناقض تقديرى لحالة الاستقرار السياسى التى نحياها مع التنبيه إلى أهمية فتح المجال لمزيد من الحرية فى ابداء الرأى والدعوة إلى مزيد من المشاركة السياسية والعمل على تدوال السلطة بين الأفراد والأحزاب وألا تقتصر الممارسة السياسية والتنفيذية على مجموعات محدودة ووجوه مكررة تحكمها المصالح الاقتصادية والارتباطات العائلية ؟! هذه مجرد أمثلة توضح أن الكاتب حينما يكتب بدوافع وطنية بحتة يختلط فيما يكتبه المدح بالنقد وهذا لا يتناقض مع ذاك. كل مافى الأمر أننى عادة ما أجد أن اعلامنا المكتوب والمسموع والمرئى يركز على نغمة واحدة يغلب فيها المدح على النقد والقدح، ولما كنت أومن بأن الحقيقة حمالة أوجه أجد أن كتاباتى تتجه بالضرورة إلى التركيز على الجانب المهمل من الصورة ومن ثم تتجه إلى بيان أوجه القصور التى علينا الاهتمام بها مع غيرها.وتحيا مصر ويحيا شعبها الصابر الذى يتطلع إلى جودة الحياة والعيش بكرامه وحرية.