عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الانتخابات الأمريكية هذا العام لها مفرداتها الخاصة جدا؛ فالمتنافسان أقل كثيراً من مستوى دولة من المفروض أنها تقود العالم؛ بل ان حسم الانتخابات الحالية كان المسئول عنه أولا وأخيرا هو الرئيس الأمريكى دونالد ترامب نفسه؛ فالمرشح الديمقرايطى «جو بايدن» على المستوى السياسى ليس بالمرشح الجيد، وبالتالى فالكثيرون ممن أعطوه صوتهم كانوا بمثابة عقاب لترامب نفسه وهذا ما يؤكده أحدث إصدارات الكاتبة» حنان أبو الضياء.. كتاب (ملائكة وشياطين دونالد ترامب)؛ الصادر عن مركز إنسان للدراسات والنشر والتوزيع. فالانتخابات الأمريكية الحالية أتت بمفاجأة من العيار الثقيل، مع دونالد ترامب رئيساً ومنافسه الديمقراطى جون بايدن الذى كان يراه البعض الأوفر حظاً، فضـلاً عن كون ترامب شخصية جدلية بامتياز، أجبرت الكثير من الشخصيات البارزة فى حزبه على التخلى عنه، نظراً إلى الكثير من مواقفه وتصريحاته غير المألوفة.

الكتاب يرى أن دونالد ترامب كاسر الأعراف والتقاليد السياسية الأمريكية المتأصلة منذ ما يزيد على قرنين من الزمن؛ توليفة إنسانية عجيبة قادرة على تحويل الاصدقاء الى أعداء، وفى نفس الوقت يملك مقومات تجعله دوما قادرا على الوصول الى ما يريده، يعرف قوانين اللعب، فى أى وقت يصول ويجول فى الساحة، ومتى يبقى فى الساحة مهادنا، منتظرا لحظة الهجوم والفتك بالخصم.

فى عالمه هناك ملائكته المحيطون به، وهم ملائكة من نوع ترامبى خاص، لا يعطون بركتهم لسواه، أما شياطينه فهم كثر؛ معظمهم صناعة يديه، والسؤال الآن هل ترامب 2020 هو ترامب 2016 القادرعلى إثارة السخرية والضحكات، المشاكس، والرجل القادر على توليد التملق والسخرية، المتخذ كل قرارات حياته دون استشارة أحد، و كما يقول عن نفسه : «أنا أفهم الحياة وكيف تدور، أنا أسطورة تماثل أسطورة لون رانجر. والسؤال الذى يطرحه الكتاب بقوة هل مازال ترامب يجد من يصدقه عندما قال فى كتابه الأخير «أمريكا المريضة» : «أنا رجل لطيف حقا، صدقوني. أشعر بالفخر لكونى رجلا لطيفا، لكنى أتوق ومصمم على أن تكون بلدنا دولة عظيمة مرة أخرى».

وتكمل المؤلفة حنان أبو الضياء تساؤلاتها حول الانتخابات  بسؤال هل يعاود ترامب تميزه كما كان يحدث فى برنامجه تليفزيون «الواقع» الشهيرThe Apprentice؛ ويعرض نفسه باعتباره رجلا لائقا لقيادة أمريكا فى المرحلة القادمة، أم أن عبارته الشهيرة «أنت مطرود» ستقال له ويخرج من البيت الابيض.

لقد صنع ترامب من نفسه شخصية مثيرة للجدل، وهو من جعل من نفسه «المبشر بإنجيل أمريكا للنجاح»، الذى يحصل على نتائج فورية، ومع ذلك لم يستطع «دونالد ترامب» تخطى كل العقبات الموضوعة أمامه، والتى حولها معظم  من عمل معه سابقا الى كتب حققت لهم الملايين، ودقت مسمارا فى نعش خروجه من البيت الابيض.

ويؤكد كتاب «ملائكة وشياطين دونالد ترامب» أن  الانتخابات ربما ستشكل علامة فارقة فى تاريخ الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وأن التاريخ سيجعل من ترامب وأيامه مثالا يستدل به.

وإذا كنا دوما نقول «عند جهينة الخبر اليقين»، فسنقول: «عند زرافة ترامب وأصحابها.. الخبر اليقين». زرافة ترامب هو «جيمس كومي» الرئيس السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالى، أما قائمة أصحابه فطويلة للغاية، وتتضمن العديد ممن اقتربوا أو عملوا عن قرب مع دونالد ترامب، ثم انقلبوا عليه، ولم يقف الامر عند ذلك، ولكن تحولوا الى نصال فى ظهره، كاشفة لما يحدث فى البيت الأبيض.

لقد أظهركتاب «ملائكة وشياطين دونالد ترامب» للكاتبة حنان أبو الضياء هذا الهراء الذى يحكم خطوط التماس بين الدين والسياسة، والاستخدام المشوه لجملة تمكين إرادة الله، التى كانت شعارًا فى العديد من الحملات الاستعمارية، باتخاذ الدين ستارًا لها، لذلك لم نصاب باندهاش من التستر وراء تلك الشعارات فى الانتخابات الأمريكية التى أقيمت مؤخرا.