رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حفنة كلام

خمسة أعوام مرّت على وفاة الأديب جمال الغيطانى الروائى الذى ثقّف نفسه واستطاع أن يصل إلى أديب عالمى يصغى له أساتذة الأدب والنقد والاستشراق بجامعات العالم، قرأ التراث وأفاد منه وأنتج منه، دعوتُ الغيطانى مراتٍ لزيارة قنا وجامعتها وكتب عنى فى يومياته وفى عموده بالأخبار، التقيته فى جامعة بون مرتين بدعوة من المستشرق الألمانى اشتيفان فيلد ودار حوار جاد عن الأدب العربى بينه والألمان.

تمشينا معا على نهر الراين، كان يرى فيه نهر النيل ويقارن بين هذا وذاك، فى محاضرة ثانية قرأ صفحات من روايته الزينى بركات وراح يفسر للألمان ما وراء النص.. لديه قدرة عجيبة على الكلام بسلاسة وهدوء وإقناع وابتسامة، فى قريتنا العُوَيْضات مضى يمشى فى شوارعها ويرى فيها قريته، قال لي: إن الوجوه التى أراها هى وجوه أعمامى وأخوالى نفسها، دخل مجلس عزاء بقريتنا لأحد أعمامى، وظل مستغرقا وكتب عن ذلك فى يومياته، تخيَّل المتوفى- الذى لا يعرفه- وكيف كانت صورته، وكيف تحوم روحه فوق مجلس العزاء.

ذهبنا مرة أخرى مع الإعلامى الأستاذ مصطفى عبدالله إلى ساحة الشيخ الطيب ودار حوار لا أنساه مع الشيخ محمد الطيب والشيخ الدكتور أحمد الطيب كانت الساحة القديمة بجوار معبد حتشبسوت، دار حوار مدهش حول الحضارة الفرعونية والإسلامية، كان من أشد محبى الدكتور أحمد الطيب، مضينا إلى مسرح كلية الآداب ليلتقى بالطلاب الذين حدثوه عن أعماله وكتاباته، التفت إليّ فى دهشة وقال لي: كيف وصلت أفكارى إلى أبناء أعمامى هنا؟ وراح يجيبهم ويحاورهم، فى إحدى زياراته كان معه الأديب الأستاذ يوسف القعيد، وعندما توليتُ أمانة المجلس الأعلى للثقافة كان الغيطانى أشد المساندين لى قولا وكتابة... وعندما اختارته الأسرة الدندراوية برئاسة الأمير هاشم الدندراوى الشخصية المحورية فى المنتدى الثقافى بدندرة بعد وفاته حضر ابنه السفير محمد وفوجئت به يردد فى كلمته قائلا لجموع الحاضرين «إننى أرى فيكم أبى وأعمامى» مضى جمال الغيطانى لكن أعماله الأدبية ومقالاته وسيرته ستبقى.

• مختتم الكلام

وما كان يبكينى اللقاءُ وإنما وراء المُلاقى لاحَ ظلُّ المودعِ

[email protected]