رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

المارة فى هذا الشارع بحى المطرية، فوجئوا بمن يسقط على الأرض من الطابق الخامس، ليس قطعة حجر ولا «كيس قمامة»، إنها إنسان، امرأة، زوجة، ألقى بها زوجها من الطابق الخامس لخلافات بينهما، لم تمت فعمرها لم ينتهِ بعد.. لكنها ستعيش مشلولة... فى محكمة بركة السبع بالمنوفية، ألقى زوج ثلاثينى أيضًا زوجته الحامل من الطابق الثالث، لتصاب أيضا بالشلل، كانت تقيم ضده دعوى نفقة، فهو لا ينفق عليها كما أمر الشرع، طبيب بشرى ملاك الرحمة فى كفر الشيخ بحى سخا، تسلل ليلا لغرفة أطفاله الثلاثة أعمارهم 8 و6 و5، ذبحهم ثم ذبح زوجته النائمة فى سلام والسبب..خلافات زوجية..!

مدرس لغة إنجليزية بمعهد الفتيات الأزهرى بالفيوم، ذبح زوجته 33 سنة، وأولاده 11، 8، 4 سنوات، وعام والنصف، ذبحهم بساطور، وزعم انه كان يخشى تهديدات شركاء له فى التنقيب عن الآثار بقتلهم فبادر هو بقتلهم بنفسه ليتخلص من تهديد الشركاء.. وهذا أيضًا مدرس بل محفظ للقرآن بكفر الزيات، ذبح زوجته «أمل» أمام بناتها، ولم يستجب لصرخاتهن وتوسلاتهن، والسبب خلافات زوجية..!!، وهذا جزار الهرم ذبح زوجته مؤخرًا، واحتفظ بها داخل ثلاجة حفظ اللحوم بشقة الزوجية، ليحرم طفليهما من أمهما بسبب خلافات زوجية، وهى الجريمة البشعة التى أعادت لنا ما ارتكبه جزار المرج فى نوفمبر 2016 والذى ذبح زوجته الجميلة لأنها لم تنجب ورفضت أن يتزوج عليها، فذبحها صبيحة عيد الأضحى وسلخها وعرض لحمها للبيع للزبائن بـ40 جنيهًا للكيلو على أنه لحم خراف، وتسببت مشادة بينه وبينه الزبائن إلى إبلاغ الشرطة وتم تحليل اللحم اعتقادا أنه لحم حمير أو كلاب، لكنه كان لحم زوجته، وعثر على باقى جثتها بالثلاجة.

وهذا الشاب بقرية الحلفاية بنجع حمادى الذى ذبح شقيقته «زينب»، ٢٧ عامًا، خلافات أسرية بينهما، وهذا العامل العتل الزنيم الذى ذبح قبل أيام شقيقتين فى مركز قوص بقنا داخل منزلهما، لان الكبرى منهما رفضت الارتباط معه فى علاقة، فقرر الانتقام منها باغتصابها وعندما قاومته ذبحها وذبح شقيقتها الصغيرة التى شاهدت الجريمة، وهذان الزوجان المحترمان عذبا الخادمة الطفلة المسكينة وأحرقا جسدها النحيل بمواد كاوية، لتأديبها، قد تكون أكلت شيئا ما من الثلاجة أو لم تؤدِ شيئا ما صغيرا مما يطلبانه، وهذا الخباز الذى ألقى بطفل فى المطحنة ليسعد نفسه بصرخات الطفل الذى أصيب بالشلل..

إخوتى.. أخواتى.. إنها مجرد نماذج من نشرة الجريمة فى مجتمعنا فى بضعة أشهر فقط وليس كل الجرائم على سبيل المثال لا الحصر، ذبح، دم، تقطيع.. تعذيب، والسبب خلافات أسرية أو غير أسرية أو أى أسباب، نعم كل مكان بالعالم تحدث به جرائم، ولكن هناك متغيرات دموية تحدث فى المجتمع المصرى، متغيرات هانت من خلالها الزوجة والزوج والأبناء، والقيم والأخلاق، وتبلدت المشاعر، وتحجرت القلوب، وينسى القتلة العِشرة والعيش والملح، وكل ذكرى جميلة وينسون الله والآخرة، ويتحولون إلى وحوش يقتلون بدم بارد، يمزقون، يسلخون ويتلذذون بأنين ألم وصرخات الضحايا.

ما يحدث فى الأسرة المصرية شىء مرعب ومريب، متغيرات تتطلب منا جميعا وقفة، إلى تحليل الأسباب، والبحث عن الوقاية قبل العلاج، تحتاج إلى قيام رجال الدين بدور اجتماعى موازٍ للدور الدعوى، يتطلب حملات إعلامية موجهة للأسرة لإحياء القيم والأخلاق وتقديم النماذج الأسرية المحترمة والناجحة فى برامج متعددة بدلا من استضافة الراقصات وقصص الفنانين التى شبعنا منها، يحتاج إلى.. وللحديث بقية.

[email protected]