رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

 

لى مع النيل ونهر الراين ونهر الدانوب حب وعشق كانت بدايته مع الطفولة ونيل المنصورة ونحن نتنزه على شاطئه أو نصطاد السمك بالسنارة ونأخذ الفلوكة لعبور النهر إلى الشاطئ لزيارة الأقارب أو نتنزه بالسفينة ذهاباً وإياباً فى عرض النهر حتى أخذتنا المقادير إلى أعالى النيل فى عاصمة السودان أستاذاً فى جامعة القاهرة بالخرطوم لنقضى عشر سنوات فى حب عظيم للسودان وأهله ونيليه الأبيض القادم من الجنوب والأزرق القادم لها من الشرق حاملاً الطمى من الحبشة وماراً أمام القصر الجمهورى والكازينوهات العديدة على طول الشاطئ ومتعة الجلوس عليها ومياه النهر تتهادى نحو مصبها فى البحر الأبيض المتوسط عند دمياط.. بعد مسيرة ٦٧٠٠ كيلومتر من وسط وشرق إفريقيا.

وينتقل حبنا لنهر النيل إلى نهر الراين العظيم عندما ذهبنا إلى سويسرا لزيارة المقر الأوروبى للأمم المتحدة ومؤسساتها المتخصصة وخاصة فى حقوق الإنسان، وتجذب قمم الجبال أنظارنا بثلوجها البيضاء ومياهها تنساب بقوة إلى سفح الجبل فى جداول عديدة نحو منابع نهر الراين المتدفق نحو ألمانيا وفرنسا وهولندا قاطعاً مسافة ١٢٩٨ كيلومتراً ليصب فى بحر الشمال، ونحن نراه على شاطئ مدينتنا ستراسبورج الفرنسية التى عشنا فيها عاماً جامعياً أستاذاً زائراً بجامعتها، وكانت إقامة سعيدة فى ذلك البلد الجميل الذى احتفل بنا مواطنوه كما فعل الأستاذ الكبير بدعوتنا لقضاء أمسية فى بيته، وتكررت تلك الدعوات من أهل المدينة الطيبين.

كما تكررت مناسبات عبورنا نهر الراين إلى مدينة كيل الألمانية وغيرها حتى مدينة بون وشتوتجارت وكالزوه وميونخ وما أحلاها من بلاد وأعظمها من شعوب متحضرة، ويستمر حظنا مع الأنهار الدولية كنهر النيل عندما ذهبنا إلى النمسا وعاصمتها الجميلة فيينا التى شاهدناها فى مصر عندما كانت اسمهان تغنى لها وكنا نحن أيضاً نغنى لجمالها وجمال نهرها الدانوب الذى استمتع الأطفال بمياهه مع آلاف المصيفين من أهل فيينا، وكان الجو صحواً والمزارع حولنا يانعة بالزهور وكل شىء فيها جميل.

وتأتينا دعوة لحضور مؤتمر دولى فى بودابست عاصمة المجر ويشاء حظى الجميل أن أنزل فى فندق قريب من شاطئ نهر الدانوب القادم من شمال ألمانيا عابراً النمسا وتشيكوسلوفاكيا ويوغوسلافيا ورومانيا وبلغاريا وروسيا الاتحادية وأوكرانيا ليصب أخيراً فى البحر الأسود بعد أن يقطع مسافة ٢٨٥٠ كيلومتراً، ولا أتذكر أننا قصدناه عندما سافرنا إلى إسطنبول بتركيا.

ولماذا أستعيد هذه الذكريات عن نهرين دوليين أوروبيين كبيرين فى الأسبوع الثانى من نشر مقالى بجريدة «الوفد» بعنوان (زلزال سد إثيوبيا القادم) إننى استعيدها لأضع أمام إثيوبيا نموذجين متحضرين لدول أوروبية تتعامل مع الأنهار الدولية طبقاً للعرف والقانون الدولى، فلم نعرف دولة أوروبية أنكرت حق دول حوض النهر فى الملاحة أو الزراعة أو سقيا الحيوان والنبات والإنسان فى كل طول تلك البلاد وعرضها كما تفعل إثيوبيا بإقامة السد بارتفاع ١٤٠ متراً، ويحجز أكثر من ٧٤ مليار متر مكعب من المياه هى نصيب مصر والسودان بالكامل معرضاً حياة الشعبين للخطر الشديد.

وإذا كان مجلس الأمن الدولى قد عهد بملف القضية للاتحاد الإفريقى فإننا نضع تحت نظر المنظمة هذه الحقائق عن نهر النيل باعتباره نهراً دولياً مثل الراين والدانوب وليس نهراً إثيوبيا، والله يقول الحق وهو يهدى السبيل، وهو القاهر فوق عباده والقادر على عقابهم كما يقول عنوان مقالنا السابق.