رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

للحسن بن هانئ الشاعر، الملقب بـ أبى نواس المتوفى سنة 199هـ، حكايات كثيرة طريفة وماجنة وحكيمة، نقلها لنا بعض من ترجموا له، أكثر هذه الحكايات نقلها لنا أبوالفرج الأصفهانى (ت 356هـ) فى كتاب الأغانى، والذى يراجع هذه الأخبار بروية وتأمل يكتشف أن معظمها من الصعب حدوثه، وأن الواقعة أقرب للخيال من الواقع، من هذه الأخبار واقعة جرت فى قصر الخليفة هارون الرشيد، قيل:

بينما كان أمير المؤمنين هارون الرشيد فى مجلسه وعن يمينه ويساره الوزراء والعظماء من أهل مملكته وأصحاب الرأى عنده، دخل عليه حاجبه معلنا قدوم أبى نواس , فقال الخليفة: دعه ينتظر قليلا، ثم نظر إلى جلسائه وقال: هذه فرصة سانحة نضحك فيها على أبى نواس ويجب أن أستحضر لكل منكم بيضة تخبؤونها فى طيات ثيابكم حتى اذا دخل أبو نواس, يتكلم كل واحد منكم بكلام فيتكلم أحدكم كلمة أغضب عليكم عند سماعها, وأقول: يا لكم من ضعاف مثل الفراخ تالله اذا لم تفعلوا مثل الدجاج ويبيض كل منكم بيضة لأقطعن رقابكم. فقالوا: سمعًا وطاعة يا أمير المؤمنين.

وعندئذ طلب الخليفة من الحاجب أن يحضر ست بيضات, دون أن يراه أحد، وبالفعل أحضر الحاجب البيضات ووزعها على الجالسين، ودخل أبو نواس فسلم على أمير المؤمنين سلام الخلافة, وأظهر الرشيد انتباهه الى حديث جلسائه, ونطق أحدهم بكلمة؛ فغضب منها الرشيد غضبًا شديدًا فصاح بهم: ويحكم أيها الجبناء إنكم مثل الدجاج, ولا أجد فرقًا بينكم وبينهم، والله إن لم يبض كل منكم بيضة لأقطعن رقابكم؛ فأظهروا الاضطراب والخوف, وأخذوا يفعلون كما تفعل الفراخ. وبعد قليل مد الأول منهم يده إلى مؤخرته, فأخرج بيضة وقال: هاهى بيضتى يا أمير المؤمنين، وأعقبه الثانى والثالث إلى السادس, وكان الخليفة يقول لكل من يقدم بيضة: قد نجوت.

ولما جاء دور أبو نواس وقف على قدميه ومشى حتى توسط الجميع, وصار أمام الخليفة وجهًا لوجه, ثم صار يقول: كاك , كاك, كاك. كما يفعل الديك بين زوجاته الدجاج, ثم ضرب ابطيه على بعضهما, وصاح بأعلى صوته كما يفعل الديك تمامًا, وقال كوكو, كو.

فقال الخليفة: ما هذا يا أبو نواس.

فقال أبو نواس: عجبًا يا أمير المؤمنين, هل رأيت دجاجًا تبيض من غير ديك، هؤلاء فراخك وأنا ديكهم. فضحك الخليفة حتى كاد يسقط عن كرسيه, وقال له: يا لك من خبيث ماكر, تالله لولم تكن فعلت ذلك لعاقبتك, ثم أمر له بهدية ومال معجبًا بذكائه».

نعتقد أن هذه الواقعة من المستحيل أن ننسبها لخليفة بقامة وقدر هارون الرشيد، ولا حتى لشاعر كبير بحجم الحسن بن هانئ.

[email protected]