رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صدق من قال إن العالم ما بعد كورونا لن يكون أبداً مثل العالم ما قبل كورونا، وبما أن جميع دول العالم تأثرت بتلك الجائحة وتعثر الاقتصاد وتوقفت التجارة والصناعة والدراسة والتعليم اتجه العالم الآن إلى نظام التعليم عن بُعد on line بمعنى أن يتم إرسال المحاضرات والوسائط التعليمية إلى المتلقى للعلم عن طريق شبكات النت بواسطة وسائط تكنولوجية منها منصات تعليمية تسمح للتواصل الفعلى بين الطالب والمدرس عن طريق تطبيقات إلكترونية مثل جوجل كلاس روم Google Classroom & وزووم Zoom & وإدمودو Edmodo وغيرها من التطبيقات التعليمية المنتشرة عبر الكمبيوتر ووسائل التواصل الاجتماعى. وبالنسبة للتكلفة فهى تعتبر معقولة نظرا لخطورة التواصل المباشر الآن وصعوبة الذهاب إلى المدارس أو الجامعات لتلقى العلم والدروس والمحاضرات حتى لا تنتشر العدوى.

وهى ضرورة ملحة تم اللجوء إليها ولا تعد بديلا عن المدارس أو الجامعات ولكنها عاملا مساعدا بشكل كبير لأنها يمكن التواصل عن طريقها صوتاً وصورة والتفاعل وإلقاء الأسئلة من الطالب والرد المباشر من المدرس وشرح الدرس بواسطة وسائط تعليمية أو فيديوهات توضيحية أو أفلام تسجيلية أو إرشادية.

ومن الملاحظ وجود أسر كثيرة تغيرت حالتها بسبب تلك الجائحة وانتقلت من الطبقة المتوسطة إلى الطبقة الفقيرة بسبب تعطل عائلها عن العمل ومكوثه بالبيت فترة طويلة بدون مصدر دخل وبالتالى تم الإنفاق لكل ما يملك فى هذه الظروف الصعبة والحقيقة أن مساعدة تلك الأسر بالمال وإن كانت مجدية إلا أنها مؤقتة حيث أن المال سيصرف على الطعام والشراب ولم يحل المشكلة الأساسية وهى وجود عدة أولاد بمراحل التعليم المختلفة وليس لديهم جهاز كمبيوتر يمكنهم من التواصل على التطبيقات السابق ذكرها أو معرفة الدروس المطلوب مذاكرتها أو المواد التعليمية المفروض تحضيرها بسبب ضيق الحال.

فما المانع أن تقوم حملة للتبرع بكمبيوترك القديم مثلا للمؤسسات الخاصة والحكومية والأفراد والنوادى والمؤسسات الصحفية والوزارات والمستشفيات الخاصة والبنوك وغيرها من المصالح والشركات التى تستخدم الكمبيوتر لإنجاز أعمالها اليومية وتتولى تلك الحملة وزارة التضامن الاجتماعى بما لديها من قوائم للفقراء ومن يحتاجون إلى المساعدات المادية والعينية والتعليمية والصحية بحيث يتم توزيع كمبيوترات صالحة للاستخدام وحديثة نوعا ما وغير معطلة أو موديلات لا تتوافق مع التطبيقات التكنولوجية الدراسية المطلوبة وتكون توفى بغرض الدراسة وتوزع على هؤلاء الفقراء بالعدل بحيث يكون لكل أسرة لديها أولاد فى مراحل التعليم المختلفة كمبيوتر خاص بهم لإنجاز المهام والفروض الدراسية بدلا من اللجوء إلى السيبرات أو مقاهى الانترنت أو غيرها من الحلول المؤقتة.

لقد واجهت تساؤلات كثيرة من طلاب أنهم برغم أنهم يحملون موبايلات فى ايديهم إلا أنهم ليس لديهم ولا لدى أسرتهم كمبيوتر شخصى وبالتالى يضطرون لإرسال الأبحاث والمهام المطلوبة منهم عن طريق باقة الموبايل.. بما فى ذلك من حيرة واحتمالية أخطاء.. فهل نجد من يتبنى تلك الفكرة سواء من الاعلاميين أو من وزارة التضامن الاجتماعى وخصوصا أنه بعد انتقال كثير من الوزارات للعاصمة الإدارية الجديدة سيتم الاستغناء عن كثير من مهمات المكاتب واستبدالها بجديدة لأن التكنولوجيا الخاصة بهم فى تطور مستمر نرجو شركات الاتصالات المسارعة بمد كابلات النت لكل أنحاء مصر وفى الريف والمدن وكذلك نطلب من رجال الأعمال والصحفيين والاعلاميين ومن يهتم بالعمل المجتمعى من الأحزاب السياسية التى لا نسمع لها صوتا إلا فى الانتخابات تبنى الفكرة والتنسيق حتى تكون صدقة جارية لأى هيئة وفى نفس الوقت نساعد فى تطور أبنائنا ممن حالت ظروفهم المعيشية من تعليمهم بشكل لائق.. فهل من مستجيب؟

---

مدرس علم النفس جامعة الإسكندرية