رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

عاجلاً أو آجلاً بإذن الله سينقشع الليل ويعود النهار.. ستتبدد الغيوم وتعود السماء زرقاء صافية كطبيعتها الأزلية، سينفض السوق وسيربح فيه من ربح وسيخسر فيه من خسر، وسيصبح الفيروس أثرًا وذكرى باهاته واناته وآلامه، وسيظل عالقًا فى الأذهان من الذى تسبب فى انتشاره ومن أسهم فى اتساع رقعته، سواء كان الجانى دولًا أو حكومات أو شركات أو أفرادًا، ستظل صفحات الجرائد والمجلات والمواقع الإلكترونية بما تحويه، دليل إدانة على البعض ووسام شرف ورفعه للبعض الآخر.

سيلعن التاريخ تجار الأزمات الذين تربحوا وكونوا ثروات باهظة بدماء وأعصاب وصحة المرضى وذويهم، ستظل الطفلة ذات الضفائر شاهدة عين على دموع والدتها، التى اختطفها الموت أمام إسعاف رفضت تلبية النداء تحت مسميات كثيرة، أقلها لن نتحرك إلا بعد موافقة طوارئ الوزارة ١٠٥ على إيداعها أحد المستشفيات بعينها.

فى نفس الوقت التى تتحدث فيه جميع محافظات مصر فى وقت واحد مع طوارئ وزارة الصحة، رغم اقتناعنا بمبررات رفض الإسعاف واحترامنا لدورهم، ولكن فى الأزمات والأوبئة تتنحى اللوائح والقوانين جانبًا، لتفسح الطريق أمام نفس تتشبث بالحياة وابن أو أب يرى أن الإسعاف طوق النجاة، حتى لومات داخلها أو على أعتاب مستشفى رفض استلام مريضهم، ونفس الأمر أيضًا فلن ينسى زوج قهرته أحد المستشفيات الخاصة أمام عين زوجته، وهى ترفض استقبالها بعد أن باع أعز ما يملك لإنقاذها، رغم علمه بوجود أسرة وغرف عناية مركزة محجوزة لفئة معينة من المجتمع، مازالوا أصحاء تحسبًا لشعورهم بأي أعراض تهدد صحتهم، سيلعن التاريخ من أخفوا الأدوية والمستلزمات والأجهزة الطبية، بغرض احتكارها ورفع أسعارها أضعافًا مضاعفة، ولن ينسى المرضى وذويهم من هم الأطباء الذين لفظوا أنفاسهم داخل مستشفيات العزل جنبًا إلى جنب مع مرضاهم، ومن هم الذين تاجروا بالأزمة وباعوا المرضى لمعامل الأشعة والتحاليل مقابل نسب تصل فى كثير من الأحيان إلى ٥٠% من قيمة الفحص أو التحليل.

كما سيلعن الزمان أطباء رفعوا أسعار (الفيزيتا) إلى الضعف بحجة تعقيم العيادات، وعندما يقوم بالكشف على المريض لا يتعدى الأمر أكثر من سين وجيم عن بعد خوفًا من الإصابة، رغم أن هناك زملاء له أغلقوا عياداتهم، خوفًا من انتقال العدوى من المرضى إلى الأصحاء، ونشروا أرقام هواتفهم على مواقع التواصل الاجتماعى، لتقديم العون والمشورة لهم دون أن يخرجوا من منازلهم والاختلاط بغيرهم فى المواصلات وغيرها من الأماكن المزدحمة. ‏وهناك الكثير والكثير من المواقف والأفعال والجرائم التى لا يسع المجال لذكرها ولا تنسى ولن تسقط بالتقادم وللحديث بقية.