رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يشهد المجتمع العربي والدولي منذ نهايات القرن الماضي تطورات ملموسة وثورات متلاحقة في مختلف المجالات، وفي ظل هذه التطورات والثورات أصبحت الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية في غاية التعقيد والتشابك والتداخل والترابط، وقد انسحب ذلك بدوره علي حياة الأفراد والجماعات الصغيرة.
وباستمرار تطور الحياة داخل المجتمع وتطور الأنشطة المختلفة فيه تتطورت
 المؤسسات المتنوعة داخل هذا المجتمع، كما حدثت تغيرات في أنشتطها الاتصالية، إذ يعد الاتصال بمثابة الجهاز العصبي داخل أي مجتمع.
وقد واكب هذه التغيرات الاتصالية تطورا تكنولوجيا على مستوي العالم، كان له تأثيرا واضحا على شكل ومضمون الإعلام داخل المجتمعات، من خلال استحداث وسائل جديدة ومتطورة ومتنوعة، فالإعلام كنشاط إنساني له مضمون هادف، كما يحتاج إلى وسائل لنقل هذا المضمون، وإذا كانت هذه الوسائل قد تطورت بتطور الإنسان، فإن المحتوي والأفكار قد طرأ عليهم أيضا التطور بتطور الإنسان.
ويساهم الإعلام بدور كبير في تنمية وعي الإنسان في مجتمعات ما بعد التطور، حتي يصبح قادرا على استيعاب مستحدثات العصر، بما يساعد في تشكيل مدركاته عن الواقع الاجتماعي، وفي تشكيل وعي الفرد والجماعة بحقائق ومفردات ومتغيرات العصر.
    ولا يقل دور الإعلام على المستوى المجتمعى أهمية عن دوره على المستوى الفردى، فالواقع أن الدورين مترابطين ويكمل كل منهما الأخر وذلك بهدف تنمية الأفراد والجماعات والمجتمع كله .
    وينبغى أن يعمل الإعلام على المستوى المجتمعي على تعميق الإيمان لدى الجماعة بتكاملها الوطنى وبالروح الجماعية واحترام الذات القومية بالإضافة إلى احترام قيمتها وتراثها وتقاليدها مع تطويرها لاستيعاب معطيات التقدم العلمى والفنى .
    وفى مواجهة السلبيات الاجتماعية فإن دور وسائل الإعلام هو رتق الشروخ فى الجسد الاجتماعى المتأتية من التعدديات الطائفية والعنصرية والقبلية وتيسير الإطلاع على تجارب المجتمعات الأخرى والاستنارة بنجاحاتها وخلق عملية تلاحم وحوار مع هذه التجارب . وهو ما ينمى درجة المعرفة والثقافة لدى الجماعة وهذا شرط أساسى لاندفاع عملية التنمية وتواصلها .
كما يقع علي عاتق الإعلام أيضا في ظل ما يشهده العالم من تطورات سياسية وتغيرات اجتماعية، أدت في بعض الأحيان إلي أن تسود حالة ضبابية غير واضحة المعالم؛ يقع علي عاتقه الدور الأكبر فى تشكيل واقع المجتمع العصرى المنشود لدي أفراده، وذلك بالعمل على ملاحقة تطورات وإنجازات العلم الحديث، ونقلهما فى حدود ما يناسب جماهير المجتمع من معلومات وأفكار، وبالشكل والأسلوب الذى يمكن من استيعابهما والوصول بمن يتلقاهما إلى مستوى واقع العصر الذى يعيشه فكرا وطموحا، وبما يساهم في تشكيل رأي عام واعي قادر علي فهم ومواكبة هذه التغيرات السياسية والاجتماعية، بل وقد يتخطي دور الإعلام ذلك إلي القيام بالملاحظة والقياس المستمريين لاتجاهات الرأي العام داخل المجتمع تجاه القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية المتنوعة داخليا وخارجيا، وذلك في سبيل أن يواكب الرأي العام داخل المجتمع مختلف المستجدات والتحديات محليا ودوليا.  
ومن هذا المنطلق ومن واقع كل ما سبق، يأتي الدور لكي نقف وقفة صادقة مع النفس، ويبقي السؤال المطروح: إلي أين يأخذنا إعلامنا العربي؟