رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء فى آخر النفق

 

- كنت فى الكويت حينما انطلقت فى سماء الإعلام المصرى «الفضائية المصرية». لا تتخيلون حجم السعادة والبهجة التى اجتاحت مشاعر المصريين المغتربين فى الكويت وغيرها من الدول العربية. كانت تلك أول صلة تربط المصريين ببلدهم، فحتى ذلك الحين لم تكن وسائل التواصل الاجتماعى قد ظهرت، ولم تكن الصحف المصرية قد تعاقدت على طباعة نسختها الورقية فى مطابع الصحف الكويتية الكبرى، ليقرأها المصريون فى نفس الوقت مع الصحف الكويتية. تغير الكثير عندما بدأ المراسلون المصريون من الكويت يغذون الفضائية المصرية بالتقارير والأخبار - وإن كانت فى حدود المسموح به! - لكن فى الحقيقة كانت أول حجر يلقى فى بحيرة الاعلام الراكدة الجامدة فى ذلك الوقت، وألهبت مشاعر المغتربين وتوسموا فيها الخير الكثير. ربما كنا نأمل أن تصبح هناك منافسة إعلامية بين وسائل الإعلام العربية يصب فى خدمة المواطن العربى.

- عندما تأسست قناة الجزيرة القطرية تخيل العرب انها ستكون إضافة كبرى للقضايا العربية وأنها ستساهم فى توصيل الصوت العربى للمحافل الدولية وتكون سلاحاً خطيراً فى أيدى العرب، كما هى الحال فى القنوات الأجنبية الشهيرة، لكن للأسف خيبت الجزيرة كل الآمال تباعاً، يوما بعد يوم، وخبراً مسموماً بعد خبر، ونقداً وهجوماً على دولة عربية بعد دولة أخرى، وكلنا نذكر أن دولة الكويت الشقيقة كانت أول دولة تمارس عليها قناة الجزيرة هجماتها وانتقاداتها وكأنها كانت عدواً وجب مهاجمته، أو دولةً مارقةً وجب إعادتها إلى جادة الصواب. كان غريباً وعجيباً أن نجد الكويت كل يوم ساحة مستباحةً لقناة الجزيرة، لا ترى فى سياستها أمراً إيجابياً ولا فى برلمانها لمحة من ديمقراطية، ولا فى مساعداتها لأشقائها دوراً يستحق الإشادة به! كان هذا لافتا لكل المقيمين بدولة الكويت، وكنت تستطيع أن تلمح المرارة فى عيون الأشقاء الكويتيين نتيجةً طبيعيةً لكل هذا الهجوم غير المبرر. ورغم أن ساسة دولة الكويت التزموا روح العروبة واحترام الأواصر الرابطة بين بلدين شقيقين، فلم يردوا الهجوم بهجوم ولم يكيلوا الصاع صاعين للسياسة القطرية، وصبروا وثابروا حتى وجدت قطر نفسها أمام مأزق كبير، تعمق أكثر وأكثر عندما لم تجد قطر منفذاً لمواجهة المقاطعة الخليجية - المصرية - سوى الكويت! مأزق إنسانى أن تجد قطر الدولة التى كانت تُعَرِّض بها يوميا، هى التى آلت على نفسها منذ اللحظة الأولى أن تحمل عبء العمل على ضبط النفس بين قطر وشقيقاتها، رغم الجرائم التى ارتكبتها، بتجسسها على السعودية ومحاولة قلب نظام الحكم فيها، وتحريض القذافى على الهجوم على السعودية، وكذلك إشاعة الذعر فى المملكة بتأجيج المعارضة ضد نظام الحكم هناك، وافتعال أزمات رافقت دخول قوات درع الجزيرة إلى هناك لوقف احتجاجات شيعية بدت مدعومة إيرانياً. اما بالنسبة إلى مصر فكلنا يعرف ما الذى تحاول الجزيرة أن تفعله من أجل عيون القرضاوى والإخوان المسلمين!

- قناة الجزيرة أصبحت هى «الدولة» فى قطر، وبينما يُقَدم كل الدعم من أجل المحافظة على هذه القدرة لـ«الجزيرة»، فإننا أهملنا الفضائية المصرية، ولم تعد تقدم شيئاً يذكر لا للمغتربين فى الخارج ولا للمصريين فى الداخل، أهدرت جهود وخبرات وأموال كنا فى أشد الحاجة إليها! نتحدث عنها الأسبوع المقبل.

 

[email protected] 

 

‏‫