عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

 

 

العبارة الأخيرة التى قالها الأمريكى من أصول إفريقية جورج فلويد، قبل وفاته مختنقاً، للشرطى الذى وضع قدمه على عنقه لا أستطيع التنفس .. ليست هى السبب الوحيد فى خروج الآف المحتجين فى مظاهرات ضد الشرطة فى أمريكا.. فقد شارك فيها هذه المرة كل المضطهدين فى بلد الحرية، من البيض والسود وكل ألوان المهاجرين.. ولم تقتصر على السود كما كان يحدث فى السابق، وعلى نفس خلفية عنف الشرطة ضدهم!

وقبل أيام من هذه الواقعة ردد الكثير من الأمريكيين عبارة «لا أستطيع التنفس» بصور مختلفة عندما خرج الآف المتظاهرين فى بعض الولايات احتجاجا على استمرار إجراءات العزل وحظر التجوال من جراء كورونا، إلى درجة أن بعض المحتجين اقتحموا بالسلاح مقرات حكام ولاياتهم لإجبارهم على إصدار أوامر لعدم تطبيق الحظر الذى تسبب فى فقدان وظائفهم وتشريدهم.. وهذه الاحتجاجات أيضا ضمت البيض والسود وكل ألوان المهاجرين!

وعبارة «لا أستطيع التنفس».. يقولها الآن كل أمريكي.. ولكل واحد منهم أسبابه فى الشعور بالاختناق.. بعضهم يشعر بالضيق لتزايد الممارسات العنصرية فى المجتمع بصور غير إنسانية ضد السود والمهاجرين.. والبعض لفقدان وظائفهم، وآخرين لعدم وجود وظائف جديدة.. والكثير بسبب الشعور بالعدائية والتنمر بين مؤسسات الدولة.. الكونجرس.. البيت الأبيض.. الحزب الديمقراطي.. والجمهوري.. الإعلام.. النخبة.. حالة من الاستقطاب والسيولة السياسية العدائية تسرى بين الانقسامات فى المجتمع الأمريكي.. وكل فريق يجيش أدواته المتاحة، ويستخدم كل أساليبه مهما كانت قذرة وغير إنسانية.. لهزيمة الفريق الآخر، وذلك منذ انتخاب رجل الأعمال دونالد ترامب رئيساً، خلفاً للرئيس باراك أوباما الذى أعطى انتخابه انطباعا عاما بالراحة للعدالة والمساواة فى المجتمع الأمريكي، وخفف كثيرا من شعور السود بالاضطهاد.. بينما ترامب كان العكس تماما فقد كانت كل خطاباته منذ بداية حملته الانتخابية معادية للمهاجرين والأجانب والسود لدرجة أنه ناشد أوباما لعودته إلى موطنه الأصلى كينيا.. وأكاد أجزم أن أوباما ردد مع نفسه عبارة «لا أستطيع التنفس».. من ممارسات ترامب!

ونفس العبارة رددها قبل عامين، آلاف المهاجرين من دول أمريكا اللاتينية فى مسيرة إلى الولايات المتحدة، احتجاجا على الحاجز الحديدى الذى انشاه الرئيس الأمريكى بين أمريكا والمكسيك، واعتراضاً على تهديداته باستخدام القوة إذا حاولوا اختراق الحدود.. وهى نفس تهديداته للمتظاهرين حاليا بالضرب بالنار، واتهامهم بأنهم انتفاضة حرامية!

إن عبارة «لا أستطيع التنفس».. يرددها كذلك الفلسطينيون من جراء اغتصاب إسرائيل لدولتهم، وممارسة العنصرية ضدهم، وقتلهم بدم بارد منذ نشأتها على أراضيهم بالقوة.. ويرددها السوريون من كل جيوش العالم التى ادعت أنها جاءت لتخلصهم من الأسد.. فظل الأسد ومات الشعب السوري.. ويرددها العراقيون.. والليبيون.. واليمنيون.. وكل شعب مظلوم فى العالم يكاد يختنق لأن هناك حاكما يضع ركبته على رقبته بدعوى إنه يطبق القانون.. ولا يهم أن يموت الشعب.. المهم أن يعيش القانون!

[email protected]