رؤى
المفترض أن تتحرك نقابة الصحفيين للحد من انتشار فيروس كورونا بين الصحفيين، والمنطقى أن تسرع فى تخصيص مستشفى لحجز ومعالجة من يصاب هو وأسرته، على أن يشمل القرار جميع العاملين فى الصحف، من فنيين وعمال وموظفين، جميعنا فى مركب واحد، وما يسرى على الصحفى يسرى على جميع زملائه فى الجريدة، بدون العامل والموظف والفنى لن تصدر الجريدة، ومن غير المنطقى أن تغيب نقابة الصحفيين عن المشهد فى كارثة مثل هذه، فى الوقت التى تصدرت فيه العديد من النقابات المشهد لحماية أعضائها.
وبعض الصحف شهدت حالات إصابة، ومنيت بحالات وفاة بين الصحفيين والفنيين والموظفين، وقد منينا فى «الوفد» بصدمة وفاة زميلنا الشاب أيمن عبدالحميد رئيس قسم الإنتاج، وهو أحد أطيب وألطف من تصادفه فى حياتك، وقد صدم زملاؤنا فى المؤسسات الأخرى بحالات وفاة، وقيل إن عدد المصابين بفيروس كورونا فى الصحف القومية يصل إلى 23 مصابا، منها 6 حالات فى مؤسسة الأخبار، و5 حالات فى الجمهورية، و4 حالات فى الأهرام، و4 حالات فى دار الهلال، وحالتان فى وكالة أنباء الشرق الأوسط، وحالة واحدة فى روزاليوسف، ومثلها فى الشركة القومية للتوزيع.
ويحكى البعض أنه أصبح من الصعب توفير مكان لإسعاف الزملاء المصابين، وأن أسرته تتصل بالجريدة بعد فشلها فى إدخاله أحد المستشفيات أغلب أرقام الاستغاثة لا ترد، وبصعوبة يوفر الزملاء سريراً لزميلهم، صحيح يساعد الزميل أيمن عبدالمجيد عضو مجلس النقابة والمسئول عن مشروع العلاج بجهد مشكور ومقدر فى مساعدة الزملاء، هو وبعض الزملاء فى المجلس، لكن كما يقال فى المثل: «إيد واحدة ماتسقفش»، والمفترض أن تتحرك النقابة ككيان وكمؤسسة تمثل جموع الصحفيين.
غياب النقابة فى ظرف مثل هذا يعد تقصيرا ولن يحسب لصالح المقصر، نحن نثق فى قدرة الزملاء فى مجلس النقابة برئاسة الزميل ضياء رشوان، ونثق فى أنهم لا يقصرون فى تقديم يد العون فى الحالات الطارئة، لكن من حق الصحفيين والعاملين فى الصحف بشكل عام أن يروا نقابتهم تقف خلفهم وتساندهم هم وأسرهم فى الشدائد والكوارث، ومصر والعالم يمرون بكارثة، والمنطقى أن يسارع المجلس بالاتصال بالحكومة وتوفير مقر لعلاج جميع الزملاء العاملين فى المؤسسات الصحفية، وتخصيص أماكن لعلاج الزملاء مراسلى الصحف فى محافظاتهم، هل هذا المطلب أكبر من قدرات المجلس؟.