عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فكرة

 

 

 

ابتليت الحياة السياسية على مشارف ثورة يناير 2011 وأثنائها وبعدها، بعدد من المثقفين ومدعى الثقافة، والأكاديميين ممن أسميهم الذراع المدنية لجماعة الإخوان، ظهروا فجأة فى أروقتها ،ولم يكن يعرف لهم تاريخ سابق فى ممارسة العمل السياسى. وبينما كانت أحزاب المعارضة القائمة تتعرض للقمع والحصار والمصادرة، بسبب مطالبها المشتركة منذ العام 1987بتعديل دستورى يؤدى انتخابات رئاسية تنافسية، والغاء نظام المدعى الاشتراكى، واختصاص القضاء بالفصل فى صحة عضوية المجالس النيايبة، وإشرافه على الانتخابات العامة، والاقتراع فى الانتخابات بالبطاقة الشخصية وغيرها من المطالب التى اطلقت كل شعارات الإصلاح الدستورى والسياسى لأكثر من عقدين ، كان البعض من هؤلاء يجلس على مقاعد المتفرجين، متفرغًا لشئون عمله الخاص. بعضهم جاء خصيصًا من الخارج ليقبع فى الميدان طوال 18 يومًا حتى تنحى الرئيس مبارك عن السلطة فى 11 فبراير، ثم عرج ليمتطى برامج تليفزيونية وإذاعية تنظر لوهم الديموقراطية غير الحزبية، وتزعم علنا تمسكها بالمبادئ الليبرالية التى يفترض أن تناهض الاستبداد بكل أشكاله، فيما هى فى الواقع تساند استبدادًا دينيًا لا لبس فيه ، وهى تسدى النصح سرًا لجماعة الإخوان لتمهد لها الطريق لبسط سيطرتها على المشهد السياسى. وبفضل نصائحهم الأكاديمية، تستولى على المجالس النيابية بفرعيها الشعب والشورى، بالدعاية لمرشحيهم، وبالتحالف معهم للفوز بمقعد فى الانتخابات التشريعية، ثم تصعد بعد ذلك على اكتاف وهم آخر روجوا له، وهى، أنها حركة مدنية ذات مرجعية إسلامية، للمرة الأولى إلى سدة الرئاسة فى أكبر دولة عربية ، بفضل كتائب منهم ، ممن عُرفوا بعاصرى الليمون، الذين احتالوا على الشعب المصرى لإفساح الطريق للدكتور محمد مرسى ، ليكتشف الناس بمنتهى اليسر، أننا أمام حكم دينى فاشى، تقوده جماعة جاهلة ومغرورة ولا كفاءة لها فى إدارة شئون الحكم، ومتاجرة بالدين ، وتمتلك شرها للمال والسلطة لا سماء لحدوده..

هذا النوع من المثقفين والأكاديميين يؤمن أن المعرفة وذرابة اللسان حرفة شأنها شأن السباكة والنجارة والحياكة، يدفع لها من يحتاج خدماتها، أفرادا كانوا أو جماعات ،حكاما أو ذوى نفوذ. قال لى أحد هؤلاء ذات يوم ،ا إذا تحققت العدالة الاجتماعية وحدثت المساواة بين الناس كما تدعو أحزاب المعارضة، من يرفع لنا الزبالة؟ ومع أن التطور العلمى والتكنولجى أجاب عن ذلك السؤال بتركيب أنابيب فى البيوت لإلقاء، القمامة لتصل مباشرة لمصانع تعيد تدويرها واستخدامها، فإن طرح السؤال يعكس مدى التدهور الفكرى والروحى والخلقى لذلك النوع من المثقفين الذى غالبا ماحقق معظمه صعوده الاجتماعى ، بفضل العدالة الاجتماعية التى أتاحها نظام جمال عبدالناصر.

من بين هؤلاء أطل علينا أحدهم من منبر إعلامى رصين ، يحذر الشباب يقول إنه تبعية مقيتة من قبلهم لقيادات التيارات السياسية المختلفة، فسوى بين التيارات المدنية والأخرى الإسلامية، وبين اليسار واليمين، وبين النور والظلام وبين المسئولية والفوضى وبين الالتزام والعدمية المطلقة،وبين المواقف التى تم اتخاذها حفظا لمصالح عامة للدولة والمجتمع، والأخرى التى دافعت عن مصالح خاصة لا علاقة لها بالصالح العام. تجاهلت الدعوة أن هؤلاء الشباب قد استجابوا لقيادات أحزابهم بالمشاركة الفعالة لدعم حركة تمرد الشبابية التى مهدت لسقوط حكم الإخوان.هذا فضلا عما انطوت عليه الدعوة من  سرد وقائع ماجرى منذ يناير 2011 وحتى  2014بما يتسم بالخلل والتفسير الانتقائى غير الموضوعى لوقائعها ،الذى ينتهى بتكريس شامل لليأس وللفوضى والعدمية المطلقة.

ولنفس هذا الشباب أقول ما قاله لهم الشاعر حمدى عيد : متصدقوش الزيف، متصدقوش الكلام المخاطى الحروف، الملوى والمايع، الباهت المعنى، دانتو الرجال الرجال، راضعين أصيل الرضاعة، شاربين حليب الشجاعة ،متصدقوش الكلام الطيف ،أبوالعشر تلوان، الخايف المبهوت، الشايل البهتان، لا غيركوا خولى الجنانة، ولا حارس البستان، انتوا الرجال الرجال، حتشيلوا حمل جبال.