عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

 

 

لعديلة هانم زوجة الشاعر محمود سامى البارودى، موقف عظيم فى مساندة زوجها فى محنته، هذا الموقف سجله التاريخ بحروف من نور، ودفع زوجها على رثائها بقصيدة عدت فتحا فى رثاء الزوجات فى العصر الحديث.

عديلة هانم رفعت أثاث حجرتها وارتدت الخيش ونامت على الأرض تضامنا مع زوجها، وأعلنت أنها ستقبل قدم المفوض البريطانى إذا كان هذا يؤدى إلى الإفراج عن زوجها، هذه الواقعة سجلها للتاريخ المحامى الإنجليزى بوردلى الذى دافع عن زوجها وعن الزعيم احمد عرابى فى كتابه "كيف دافعنا عن عرابى وصحبه؟".

الواقعة بدأت عقب هزيمة جيش مصر بقيادة الزعيم احمد عرابى سنة 1882، عندما قام قيادات الثورة العرابية بتسليم أنفسهم لقوات الاحتلال، وتم حبسهم فى سجن القلعة، وكان الخديو توفيق الخائن، الذى سمح للجيش الإنجليزى بدخول البلاد وضرب الجيش المصرى خوفا على كرسى الحكم، يرسل خدمه إلى قيادات الثورة فى محبسهم ليلا لكى يضربوهم ويهينوهم، ومن بين هؤلاء نقولا تكلا مؤسس جريدة الأهرام ورئيس تحريرها قام بزيارة الزعيم عرابى فى محبسه وسبه وبصق فى وجهه، كما قام بنشر خبر انتصار الجيش البريطانى فى الصفحة الأولى بجريدة الأهرام، ويروى برودلى أن محمود سامى البارودى بسبب هذا التعذيب فكر فى الانتحار.

عديلة هانم زوجة البارودى بنت الباشوات تضامنا مع زوجها حرمت على نفسها البهرجة والحياة الرغدة، رفعت أثاث حجرتها، وخلعت ملابس الهوانم، وارتدت الخيش ونامت على الأرض، بعد عام من نفى البارودى مع عرابى توفيت عديلة هانم حزنا وكمدا على زوجها، وكان عمرها حوالى 37 سنة لا غير، وهو ما ترك أثرا بالغا فى نفسية البارودى، فقد كانت محبوبته وسنده ورفيقة عمره.

فرثاها بقصيد طويلة، أعدها الباحثون والنقاد من المراثى الرائعة، ودرجت ضمن تجديداته فى الشعر العربى الحديث، فقد كان رثاء الزوجات غير مألوف فى البيئة العربية، لم تجر العادة بأن يرثى الشعراء زوجاتهم إلا نادرا، وكانوا يرثونها ببيت أو بيتين، حيث كانت الأعراف تنظر إليها من المحارم، للشاعر أن يرث ابنته او ابنه أو أمه أما زوجته فقد كانوا يتحاشون الحديث عنها.

عبر فيها عن عمق حزنه وآلامه بألفاظ رقيقة وسهلة، وأوزان خفيفة، وأساليب إنشائية، لا سيما أسلوب الاستفهام، قال فيها: يا دهر فيم فجعتنى بحليلة/كانت خلاصة عتدى وعتادى، وقال: لو كان هذا الدهر يقبل فدية/ بالنفس عنك لكنت أول فادى»، رحم الله عديلة هانم.

 

[email protected]