عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

أشق وأصعب مهنة فى العالم، عندما يقع المواطن فى أزمة يستنجد ويستغيث بها: واحد اتنين الصحافة فين؟. وعندما تلبى حاجته ويحصل على حقوقه يسب ويلعن فى الصحافة وفيما تقدمه: ده كلام جرايد.

الصحفى فى حالة السلم أو حالة الحرب، وفى حالة الطوارئ أو فى الحياة الطبيعية، هو الجندى الذى يقف فى كل الظروف على خط النار فى مقدمة الصفوف، هو عين وضمير الوطن والمواطن، ونافذة وأداة النظام الحاكم فى تهيئة الرأى العام للقرارات الهامة، وهو ضمير الوطن والمواطن واداته فى مواجهة النظام.

جميع الأنظمة تضيق صدورها أمام النقد، ويدخل بعضها فى صراع مع الصحافة، كل منها يحاول جذب الآخر إلى ارضه وسياسته وأجندته، وغالبا ما ينتهى الصراع بخسائر متفاوتة فى الصحافة كمهنة وكأشخاص.

الصحافة ليست سلطة ضمن السلطات، أو سلطة رابعة كما يحلو للبعض تسميتها، بل هى أم السلطات، لأنها تعد، كما سبق وقلنا عين، وعقل، وضمير المواطن والوطن، وهى أداة الشعب لمراقبة جميع سلطات ومؤسسات الدولة، تلقى الضوء على الحسنات والسيئات، مواضع الضعف، وأماكن القوة، مشاهد القبح وصور الجمال، وهى فى الوقت نفسه همزة الوصل بين النظام الحاكم وبين المواطن، هى أداة النظام ونافذته لتشكيل الرأى العام فى القضايا القومية والمصيرية، ونافذته لمخاطبة المواطنين وتعريفهم بالقرارات والسياسات والقوانين وغيرها.

توصيفنا للصحافة على هذا النحو بأنها ضمير الوطن والمواطن، لا يعنى أن جميع من يعملون بالإعلام أنبياء أو ملائكة، بل مثل أى مهنة تجمع مختلف النوعيات من البشر، السيئ والجيد، الشريف والفاسد، كما أنها غير مبرأة من الخطأ، أغلب العاملين فى مهنة الصحافة والإعلام يقعون فى أخطاء كبيرة وصغيرة ومتوسطة، معظمها غير متعمد، والقليل أو النادر منها قد يكون متعمدا لفساد أو لجهل من الصحفى والإعلامى.

فى اوقات الأزمات ما يخرج البعض غاضبا فى مظاهرات ضد صاحب المصنع او الشركة او غيرها، ويعلنون رفضهم لبعض القرارات، ويطالبون بمميزات مالية، وخلال وقفاتهم يستنجدون بالصحافة: واحد اتنين الصحافة فين؟، وهذا الاستنتاج طبيعى ومنطقى لأن الصحافة هى عينهم وأداتهم للتواصل مع الحكومة والحاكم، وتنقل الصحافة شكواهم، ويتم حل المشكلة، ويشيدون ساعتها بموقف الصحافة المساند لهم، بعد اسبوع او أسبوعين أدخل المصنع او الشركة أو غيرها، واسأل عما ينشر فى الصحف سيضحكون بسخرية ويقولون: ده كلام جرايد.

[email protected]