رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 

 

 البعض فى «محنة الكورونا» يبدو سلوكه مخجلًا للغاية.. سلوك مسىء ليس له وحده.. ولكن للمجتمع كله.. رغم أن مثل هذا السلوك يكون شاذًا وفرديًا.. فإن «الميديا» لا ترحم.. بل ويتعمد بعضها تلقُّف مثل هذه السلوكيات للإساءة للمجتمع كله.. هذه الفئة «المخجلة» و«المفضوحة» أبسط ما توصف به هو أنها فئة من البشر منعدمى الضمير والإحساس والمروءة والحياء.. والمسئولية.. هم وباء.. طاعون.. سرطان فى جسد المجتمع لا علاج له إلا البتر والاستئصال.

•• قبل يومين

قرأنا.. عبر مواقع صحف أجنبية للأسف.. خبرين مؤلمين يخصان مصر.. تم تسليط الضوء عليهما بشدة.. وعن سوء قصد بكل تأكيد.. أحدهما عن إلقاء هيئة الرقابة الإدارية القبض على أمين مخزن المستلزمات الطبية التابع لمديرية الشئون الصحية بمحافظة دمياط ومراقب صحى بذات المديرية.. لقيامهما بالاستيلاء على كميات كبيرة من المستلزمات الطبية لأصناف الكمامات والمطهرات الطبية الخاصة بمكافحة العدوى بوباء الكورونا.. تبلغ قيمتها حوالى مليون جنيه.. وبيعها فى السوق السوداء بعد تزوير مستندات تثبت صرفها للمستشفيات الحكومية..!

والخبر الثاني.. عن قيام أجهزة الأمن باقتحام إحدى الشقق السكنية فى القاهرة.. بها مدخل سرى إلى أحد المقاهي.. التى يفترض أنها مغلقة بقرار رسمي.. وللأسف تم القبض على عدد كبير من الشباب داخل المقهى أثناء سريان حظر التجوال..!.

•• خطورة ما حدث

ان الخبر الأول يفسر بالدليل الدامغ لغز وجود نقص كبير فى هذه المستلزمات الطبية بالكثير من المستشفيات الحكومية.. حتى أن هناك أطباء.. أعرف بعضهم بالأسماء.. يضطرون إلى شراء مستلزمات الوقاية من مالهم الخاص.. لاستعمالهم الشخصى أثناء العمل فى المستشفيات.. وأيضا لتوزيعها على الأطقم الطبية والمرضى.. وقاية لهم ولغيرهم.. وبرغم إرسال هؤلاء الأطباء شكاوى إلى مسئولى المديريات التابعين لها عن نقص المستلزمات الطبية.. فإن أنهم يتلقون إفادات رسمية بأنهم لديهم مستندات تثبت تسلم المستشفيات كل احتياجاتها من هذه المستلزمات.. أى أن عمليات الاختلاس تجرى على نطاق واسع.. وليست فى دمياط وحدها.

هذا يعنى أن هناك ثغرات إدارية فى نظام توزيع وتسليم هذه المستلزمات للمستشفيات.. يستطيع هؤلاء المختلسون واللصوص استغلالها والنفاذ منها.. ويعنى كذلك ضعف أنظمة وإجراءات المراقبة لمنع وسرعة اكتشاف مثل هذه المخالفات.. بدليل أن جهازا خارجيا (الرقابة الإدارية) هو الذى كشف الجريمة.. وليس جهازا تابعا لوزارة الصحة نفسها.

كما أن الخبر الثانى يكشف خطورة أن ليس فقط أصحاب المقاهى ومن يماثلونهم من أصحاب الأعمال المشابهة هم الذين يتسببون فى الضرر.. بعبثهم واستغلالهم للأزمة ومخالفتهم للقرارات والقوانين والإجراءات الخاصة بالوقاية.. من أجل تحقيق مكاسب مادية والتربح من المحنة على حساب صحة وحياة البشر.. ولكن أيضا يتحمل المسئولية الكاملة هؤلاء الشباب المستهترون.. الغافلون والمغفلون.. منعدمو التربية والأخلاق.. الذين لا يبالون بما يقترفونه فى حق أنفسهم وفى حق المجتمع من جُرم وإثم وخطيئة.. مقابل ساعات لهو وهزل ومرح.. يقضونها داخل المقهى المغلق فى تدخين الشيشة ولعب الطاولة واحتساء المشروبات فى نفس الأكواب.. يتنفسون نفس الهواء الفاسد الملوث المسموم.. وينقلونه الى بيوتهم ليكونوا سببا فى مرض.. بل وموت أعز وأقرب الناس لهم.

•• هؤلاء جميعا

ليس من الحكمة أن تأخذنا بهم رحمة أو شفقة.. لا بد من محاكمتهم عسكريًا.. وبسرعة.. ليكونوا عبرة وردعًا لغيرهم.. فما يفعلونه هو خيانة للوطن وللبشر فى وقت هو أشبه بوقت الحرب.. فى المعركة من «اختلس أو سرق أو باع أو اشترى أو رهن أو ارتهن أو أخفى أو حاز بسوء نية أو تصرف بطريقة غير مشروعة بالمواد أو النقود أو البضائع أو المهمات أو الأسلحة أو الذخائر أو العتاد سواء كانت بعهدته الشخصية أو أؤتمن عليها».. فهو خائن يستحق أن تنزل به أقسى وأقصى العقوبات.. وكذلك من يتعمد الإهمال والإضرار بنفسه وبأهله ووطنه.. بمخالفة قرارات وإجراءات الطوارئ الاستثنائية.

•• بلاغ لمن يهمه الأمر

بالمناسبة.. علمت بواقعة إهمال خطيرة شهدها أمس المستشفى التخصصى فى مدينة دمياط.. حيث تم احتجاز شخص سودانى مشتبه إصابته بقوة بفيروس الكورونا داخل غرفة العزل.. انتظارا لظهور نتيجة التحليل قبل نقله إلى مستشفى الحجر كالمعتاد.. فوجئ الأطباء بوجود عدد من أقارب المريض معه داخل الغرفة.. دون أية أدوات أو وسائل وقاية وتأمين.. ولم تمنعهم إدارة المستشفى من التواجد داخل غرفة العزل.. مطلوب تحقيق فورى فى هذه الواقعة.. لمحاسبة المسئولين ومنع تكرارها.