عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

كل يوم يثبت الشعب المصرى أنه عظيم وأصيل بكل ما تحمل هذه العبارة من معانٍ، هذا الشعب الرائع جداً لديه القدرة والعزيمة على تحمل المسئولية بشكل لا نجده أبداً فى شعوب الدنيا كلها، وعلى مر التاريخ خاصة فى الأزمات أياً كان نوعها، نجد عظمة المصريين تتجلى بشكل يفوق التصور أو التخيل.

طبيعة المصريين تختلف عن طبائع شعوب الأرض، يخلق المصرى من المحنة منحة، ومن الألم الأمل ومن الشدائد الفرج، ولدى المصريين قدرة فائقة على الصبر وتحمل البلاء.

وأى قارئ للتاريخ المصرى منذ عهد الفراعنة وحتى يومنا هذا يتأكد تماماً من هذه الحقائق، وكثيرون راهنوا على عزيمة المصريين، وفشل رهانهم أمام إصرار المصريين على تحمل المسئولية، وفى عجالة سريعة خلال العشر سنوات الأخيرة، نجد أن المصرى كان على قدر المسئولية فى أمور كثيرة، وتحمل الكثير حتى زالت المصائب التى واجهته منذ أحداث 25 يناير وحتى 30 يونيه، وتحمل هذا الشعب أعباء الإصلاح الاقتصادى ولايزال بشكل يفوق الخيال. ولإيمان المصريين بقيادتهم السياسية التفوا حول دولتهم الوطنية ولا يزالون يواصلون هذا التلاحم والتماسك من أجل تحقيق المشروع الوطنى العظيم الذى تقوم به الدولة.

وجاءت كارثة فيروس كورونا التى زلزلت الحياة فى كل بلدان العالم، وفشلت دول متقدمة فى التصدى لهذا الوباء الخطير، ووجدنا تصريحات لقيادات هذه الدول تخرج على نطاق المعهود والمألوف، بعد إصابة شعوب هذه الدول بالذعر والهلع الشديد، وباتت دول  كبرى فى العالم تعيش حالة خراب ما بعده خراب، بعدما حصد هذا الوباء من شعوب هذه الدول الكثير والكثير. ورغم التقدم العلمى المذهل الذى تشهده الدنيا، وقفت هذه الدول الكبرى عاجزة عن التوصل لعلاج لهذا الوباء الذى يقضى على الأخضر واليابس.

فى المقابل وجدنا شعب مصر العظيم يلتف حول دولته الوطنية، ويدرك حجم المسئولية  الملقاة على عاتقه ويتجاوب بشكل مسئول مع كل القرارات والإجراءات والتدابير الاحترازية، ولم يأتِ هذا من فراغ، بل من إيمان قوى بقيادته السياسية وحكومته التى تبذل جهوداً جبارة من أجل عبور هذه الأزمة البشعة التى  تعد من أخطر ما تعرضت له البلاد على مدار قرون من الزمن.. فالخطر هذه المرة ليس له علاج حتى هذه اللحظة، ولم يعهده العالم من ذى قبل ويقضى على البشر.. وكان لابد على الدولة المصرية أن تتفاعل بكل حكمة وتدير هذه الأزمة بكل احترافية، وهذا ما عهدناه  حتى كتابة هذه السطور. وإذا كات الدولة قد تعاملت بهذا الشكل الرائع مع هذه الأزمة، فإن المواطنين، هم الآخرون، قد تعاملوا مع الأمر بطريقة مسئولة والتزموا بكل الإجراءات الاحترازية، وبطريقة تؤكد أن اللحمة المصرية أصيلة حتى تنقشع هذه الغمة إلى غير رجعة.

فى تنفيذ قرار حظر التجول الذى تقوم وزارة الداخلية بالإشراف على تنفيذه، وجدنا تجاوب المصريين مع هذا القرار الاحترازي، ليقينهم التام أن الدولة المصرية تعمل من أجل صحة وسلامة المواطن، وعلى خلاف ما يروجه أهل الشر الذين ينشرون الشائعات والأكاذيب، وقدم المصريون درساً ولا يزالون فى مدى تحملهم المسئولية خلال هذا الظرف الراهن الذى تمر به بلاد الدنيا ومن بينها مصر.. وإصرار المصريين على التجاوب مع التدابير الاحترازية جعل مصر من أقل البلدان التى تعرضت لخسائر فى الأرواح أو الإصابة، ولتحمل المصريين المسئولية ستكون النتائج إن شاء الله مبشرة بالخير، وطالما أن هناك تكاتفاً بين الدولة وهذا الشعب العظيم ستعبر البلاد بأقل الخسائر خلال هذه المحنة، والتى ندعو الله تبارك وتعالى أن يكشف هذه الغمة فى أسرع، وقت فهو نعم المولى ونعم النصير.