رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بحر اللغة

 صلوا في رحالكم..  لأول مرة نسمعها في حياتنا المعاصرة، ويحق لنا الوقوف مليا مع كلمة الرحال هذه التي ترد عقب أذان الطوارئ والنوازل الذي قررت وزارة الأوقاف الالتزام به في المساجد، موضحة أن صحة الأبدان مقدمة على صحة العبادات.

ولقد سألني أحد الأصدقاء عن سبب استخدام كلمة «الرحال» في هذا النوع من الأذان الذي نردده عند الأزمات، فقيل: صلوا في رحالكم ولم نقل:  صلوا في منازلكم.

 إن كلمة «الرحال» بكسر الراء وفتح الحاء تشمل المنزل وكل مكان يرحل إليه كل منا بعيدا عن منزله، والمراد ألا نلزم النفس بالصلاة في المسجد، فتكون الصلاة حيث نكون لظروف تضطرنا إلى عدم الصلاة في المساجد، مثلما هو حادث الآن، في ضوء نصائح طبية وصحية من مسئولي وزارة الصحة، والجهات الحكومية الحريصة على صحة المواطنين، حتى لا يتعرض أحد للإصابة بالعدوى،  ولكي نحاصر فيروس كورونا، فلا نصعب على أنفسنا ولا على المسئولين إجراءات المواجهة لإيقاف تأثيرات هذا الفيروس اللعين، والقضاء التام عليه.

صلوا في رحالكم..  تعبير يستحق منا جميعا ألا ننساه بعدما نمر بسلام من هذه الأزمة الكورونية بإذن الله.. نعم، تستحق رحالنا كلها ان نعمرها بالصلاة والدعاء، فلقد سمعنا ونحن صغار من أهل العلم أن الرسول قال:  (وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا...).

 من هنا  فالرحال، كلمة على تراثيتها تطل على عصرنا اللاهث المهموم بشواغل الدنيا لتدعونا إلى تقدير كل منا للوقت، فلا نضيع الوقت الذي يستحقه العمل ومصالح الناس في غلق المكاتب والذهاب إلى المساجد للصلاة، كما ينبغي ألا نضيع الوقت الذي تستحقه الصلاة في الانصراف التام عنها وعدم أدائها في وقتها، حيث نكون لطبيعة العمل في عصرنا الراهن المرحلة الحالية التي يمر بها عصرنا الحاضر، كأنها تقول للبشرية: صلوا في رحالكم..  رصعوا جبين العصر بالدعاء الموصول بربنا، عز وجل، في مقامنا ورحيلنا، في أماكن أعمالنا وترحالنا، في مستقرنا ورحلاتنا...

إنها، حقا، فرصة عظيمة لمراجعة كل منا لعلاقته مع الخالق عز وجل.. وتنمية تلك العلاقة بيننا وبين الله.. خالق كل شيء.