عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رادار

 

 

لطالما شكونا من الابتعاد الاختياري عن الواقع إلى حيث العالم الافتراضي، فأصبحنا نعيش الحياة عن بعد بدون سابق إنذار أو اختيار!

الحقيقة التي نعيشها اليوم أن فيروساً غامضاً قد بلغ حد «الوباء»، وتحولت معه الحياة إلى نمط جديد لم نتوقعه!

لا يستطيع أي إنسان أن يراهن بحياته- أو على حياته- فالخسارة عندئذ فادحة ولا تُحتَمل!

أصبحنا نتواصل عن بعد في حضرة القلق من الإصابة بالفيروس.. التحيات والسلامعن بعد.. الأطفال يتعلمون عن بعد.. نعمل عن بعد.. نتسوق عن بعد.. نزور المتاحف عن بعد.. نلعب عن بعد.. نفرح عن بعد.. نتألم عن بعد!

من كان يتصور أن أكثر من 776 مليوناً و741 ألف طالب ومتعلم حول العالم- طبقاً لتقديرات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة- سوف يذهبون إلى إجازة «إجبارية»، وسوف يتلقون تعليمهم عن بعدإذا استطاعوا إلى ذلك سبيلا؟.. من كان يتوقع أن يصبح التعليم عن بعد واقعاً نعيشه ونتعايش معه بهذه الطريقة، وبهذا القرار الذي جاء بتوقيع: كائن حي لا يرى بالعين المجردة!

«كورونا المستجد» يهزم المستحيل- أو ما كنا نعتقد أنه كذلك- ليصنع المستقبل على طريقته، وكأنه الحاكم بأمره، حتى أن العالم المتصارع لن يتحرر من «كورونا» إلا بيد واحدة «نظيفة»!

لن تنجح دولة وحيدة في تحقيق النصر بمفردها.. لن تنجو وحدك، حتى وإن جلست- لا حول لك ولا قوة- تنتظر من يحارب الفيروس بالنيابة عنك، وإلى جوارك مخزون الغذاء لشهور قادمة، دون أن تشغل بالك باحتياجات الآخرين منه!

سوف ننجو معاً عندما نعتني كأفراد ببعضنا البعض، مدركين أن سلامتنا في حفظ سلامة الآخرين!

«كورونا المستجد».. أو لقصة من نوعها في حياة أجيال متعاقبة «لوباء من هذا النوع»، وذلك منذ وباء الأنفلونزا الإسبانية في العام1918م من القرن الماضي!

لقد كان حظر التجمعات وتعليق الدراسة أحد أهم الدروس المستفادة للمناطق التي كُتِب لها النجاة من وباء القرن الماضي.

إلا أنه منذ مئة عام، كان العالم أضعف مما نتصور، ولم يكن أهله يمتلكون ما نمتلكه اليوم.. عالم بدا مُشتَّتاً مثل عالمنا.. يقاوم أهله ضد مغتصبي الأرض والثروة.

كان العالم وقتها منقسماً بين فريقين، أحدهما منتصر يحتفل على أنقاض فريق آخر «متأزم» و«مهزوم»، في أعقاب حرب قالوا إنها «العالمية الأولى» حصدت أرواح ما يقارب 20 مليون شخص!.. (الإنفلونزا الإسبانية حصدت في أعقاب ذلك مباشرة أرواح ما بين 50 و100 مليون إنسان، معظمهم من الشباب الأصغر سناً)!

ما يميز العالم قبل مئة عام أنه كان وقتها بلا قنوات تواصل اجتماعي تضيف إلى الفيروس مجموعة فيروسات!

بعد مرور قرن من الزمان بالتمام والكمال، يبدو العالم مصمِّمٌ- وبقوة- على أن يكون آخر من يعلم، فقد تطورت الأنفلونزا- مع اختلاف طبيعة «كورونا» المستجد بكل تأكيد- وعاد أحفاد «وباء الانفلونزا» إلى مهاجمة أحفاد «عالم 1918م» من جديد.. فهل تطوّر البشر أم أن حالنا لم يتغير؟!

هل يستعيد العالم إنسانيته؟!.. هل يستعيد ما سقط سهواً منه- أو عن قصد- في طريق الصعود إلى قمة الحضارة المزعومة؟.. هل ينجح فيروس «كورونا المستجد» في إنعاش الإنسانية ومحو الأنانية التي في القلوب؟.

نعم، هذا وقت العلم، والأهم أنه وقت القلوب الرحيمة التي تقاوم الوباء بلقاح إنساني وبمكونات إنسانية بسيطة، وتركيبة تحتوي على «شوية صبر على حبة تعاون مع محلول تضامن وجرعة ثقة على مليجرام وعي في زجاجة محبة مُعقّمة بالأمل والأخذ بالأسباب»!

حفظ الله الجميع، وأصدق الدعوات لمرضى الكوكب- من يعلم أو لا يعلم- بالشفاء العاجل.

حفظ الله الجميع

[email protected]