عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

لا يمكن أن ننكر فضل الطفرة التكنولوجية الحديثة بكافة أدواتها وأساليبها المبتكرة والمتطورة في جعل العالم كله يعلم ما يحدث في أي رقعة من بقاع الارض؛ فجمعت بين شعوب الارض وجعلت العالم عن حق اشبه بالقرية الصغيرة المتطورة، فمعظم الأفراد مع اختلاف مستوياتهم التعليمية والثقافية والاجتماعية وتنوع أجناسهم وأعمارهم يحملون الهواتف الذكية والتي بنقرة بسيطة منها عبر محركات البحث يستطيعوا معرفة ما يجرى من مشارق الأرض إلى مغاربها.  ولكن السؤال المدهش والمحير كيف يوظف الناس هذه التكنولوجيا الحديثة؟ هل لخدمة أوطانهم والعمل على الارتقاء بمستوى معيشتهم أم للهو والعبث وتشويه الرموز المختلفة في المجتمع ليصبح مجتمع اجوف خالي من الكوادر مجرد من النماذج؟

اكتب هذا المقال وأنا في حالة من الحزن الشديد بسبب كم ما نشر وتداول عبر ما يطلق عليه شبكات التواصل الاجتماعي للنيل من وزيرة الصحة المصرية الموقرة الدكتورة هالة زايد والبروفيسور الخلوق دكتور مجدى يعقوب تحديدًا. فمن لا يعرف الدكتور مجدى يعقوب فهو من مواليد محافظة الشرقية، درس الطب في جامعة القاهرة وتخصص في جراحة القلب. بعد انتقاله إلى بريطانيا، أصبح مستشارًا اختصاصيًا في أمراض القلب والصدر في مستشفى هارتفيلد في عام 1962، أسس السير مجدي يعقوب "سلسلة الأمل" في المملكة المتحدة عام 1995م، وهي مؤسسةٌ طبيةٌ خيرية ‏تهدف إلى مساعدة الأطفال الذين يعانون من أمراضٍ قلبيةٍ خطيرة تهدد حياتهم. كما أسس مركزًا لأمراض القلب يقدم خدماته مجانًا في أسوان، وحصل على العديد من الجوائز والاسمة ومثل مصر في العديد من المحافل الطبية العالمية التي تجعل منه نموذجًا مشرفًا نحتذى به وقدوة مضيئة يتعلم منه أجيال تلو الأخرى.

أما الدكتورة هالة زايد فهي من محافظة القاهرة واعتلت العديد من المناصب قبل توليها حقيبة وزارة الصحة ولعل من أهم هذه المحطات المهنية مساعد وزير الصحة والسكان لشئون المتابعة، رئيس لجنة مكافحة الفساد بوزارة الصحة والسكان وعضو اللجنة التنسيقية لمكافحة الفساد، عميد المعهد القومي للتدريب- وزارة الصحة والسكان، رئيس قطاع شئون مكتب وزير الصحة والسكان، مدير وحدة التخطيط الاستراتيجي والمتابعة – مكتب مساعد الوزير للطب العلاجي. وحتى لا اكون مبالغا في تعظيم البشر لانهم في نهاية الأمر لهم ما لهم وعليهم ما عليهم، ولكن أتسأل هل من المعقول أن نجد تبادل نكات وتشويه تاريخ حافل وتهكم على مناصب تنفيذية رفيعة بكل هذا السفه عبر منصات التواصل؟ هل يعقل أن نشكك ونخون ونقلل من شان أناس لهم شهرة محلية ودولية ومكانة في المحافل العالمية؟  هل من اللائق تجريد التاريخ المهني الحافل بكل الانجازات العلمية التي تخدم البشر ونستبدلها بصورة مقززة وألفاظ خارجة عن المألوف؟

وهنا اتساءل من عليه اللوم الاكبر في توجيه وتوعية جيل بأكمله هل الأسرة وحدها أم المدرسة والجامعة ام الكنيسة والجامع أم الاندية والمراكز الثقافية أم من مسئول عن توعية هذه الاجيال بخطورة افعالهم وتشويه قامات كبيرة لا تستحق منا إلا الانحناء لهم والاستفادة من خبرتهم والمشي على خطاهم.

اتمنى ان يصل صوتي لكل من لديه ضمير حي ولديه راعية مسئول عنهم أن يعيد النظر في إعادة التوجيه والتربية ومتابعة السلوك لخلق جيل جديد يعرف ويعي معنى التحضر والارتقاء والاحترام لمن هم أكبر منا سنًا وأعلى مقامًا والكف عن أساليب التشويه والانتقاص من حقوق البشر والنماذج الريادية المشرفة حتى نحظى باحترام أنفسنا أولا ثم نكون قدوة لكل من ينظر ويتعامل مع بلدنا الغالية مصر.