عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء فى آخر النفق

 

أظن أن الجيل «المولود» فى الستينيات هو آخر الأجيال المقاومة والمناضلة فى مصر. لا أتحدث عما يعرف بـ«جيل الستينات» ورموزه، فأمره مختلف، ولكنى أقصد مواليد هذا العام، الذين عاشوا ووعوا التحولات التى حدثت فى مصر، وهم الذين تقشعر أبدانهم حينما يسمعون عن معارك رأس العش وشدوان وحرب الاستنزاف والاستعمار والامبريالية،ومفرادات مصر الناصرية.. وإدراكهم التحولات العنيفة فى زمن السادات وانفتاحه السداح مداح، حيث شهدوا عملية تصفية القطاع العام، والانكفاء فى أحضان التبعية والاستعمار الغربى -والأمريكى بشكل خاص- وتأسيس الجماعات الجهاديه والمتأسلمة فى الجامعات، لطرد الشيوعيين والناصريين منها، وما نتج عن ذلك من انتشار للعنف والتطرف، حتى وصلنا اليوم إلى الحالة الداعشية التى تنهش ليس مصر وحدها وإنما الوطن العربى بأسره.

الجيل المولود فى الستينيات مازال به بعض من رحيق، وكثير منه مازال يعبر- كلما وجد الفرصة- عن المضامين الحقيقية للانتماء الوطنى وإعادة صياغة الجمال، فهو مايزال شاب القلب.. رغم ترهله وترهل الوطن نفسه بفعل قسوة الحياة وصعوباتها التى تخزق الأعين. هذا الجيل لم يعد يجد متنفساً للحوار، ويمزقه حوار الطرشان الذى يصيب مصر فى مقتل على «السوشايل ميديا»، ويكتوى بحالة التشرذم التى باتت تصم العلاقة بين النخب والجماهير، وحتى بين المثقفين وبعضهم البعض.. فلا تنطلق أفكار جديدة، أوآراء سديدة «متعوبٌ» عليها، يجد فيها المجتمع ضالته نحو التقدم، وفضلا عن ذلك العجز التام عن الاتفاق على روشة علاج صحيحة لعلاج الازمات المستعصية.

ولأن هذا الجيل يهفو دائما للبحث عن متنفس آخر، تجده مقبلاً على المشاركة فى المناسبات العامة بأكثر من غيره، خصوصاً منتديات الفكر والفن والثقافة، وهذا ما لمسته مؤخرًا من تفاعل مع فعاليات عديدة، آخرها المشاركة فى الصالون الثقافى للوفد الذى استأنف أعماله بعد غياب، بفضل رئيس اللجنة النوعية الثقافية بحزب الوفد ورئيس الصالون الثقافى للحزب الكاتب سامى سرحان، وبدعم وحضور الكاتب صلاح حجازى، وكلاهما من جيل مختلف، وإن امتلأ بالحيوية واللياقة واللباقة. يضاف إلى ذلك الدور البارز لمدير الصالون الثقافى الكاتبة ثريا عبدالبديع، صاحبة أكثر من ثمانين مؤلفاً فى عالم الأطفال، بمن فيهم أطفال المقاومة الفلسطينية. عادت ثريا لعقد صالون الوفد الذى توقف بعد اندلاع ثورة يناير التى أعقبها حالة السيولة وبيات شتوى للأحزاب، تحاول جاهدة أن تخرج منها الآن،كما رأينا فى منتدى الشعر، ومنتدى خالد محيى الدين الذى يقيمه حزب التجمع. وها هى فعاليات الصالون الثقافى للوفد تبدأ فى الانطلاق، بدعوة الكاتبات صفاء المنعم وسلوى علوان وسهام زكى ليدلين بدلوهن ويتحدثن عن تجاربهن الإبداعية لمن تيسر لهم الحضور من أبناء هذا الجيل الستينى وأجيال أخرى. تنوع المشاركين فى الصالون ما بين مبدعين. مثل د. محمد السيد اسماعيل الذى تحدث عن أهمية الأدب النسوى وحضر كتاب صحفيون كمحمد هزاع، والدكتور محمد النحاس الخبير فى الصحة النفسية والمستشار النفسى لمؤسسة التنمية الاسرية بأبوظبى. وأطربنا مطرب الاوبرا (محمد) الذى أمتعتنا بأغنيات لكارم محمود وعبدالوهاب ومن هنا انطلق الحديث عن اهمية أن تطلق الصالونات الثقافية هذه المواهب،لتواجه أغنيات الشاكوش والمنفاخ والعجلاتى والحداد. من هذه الصالونات تخرج مصر الأخرى الألِّقة.

[email protected]