رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

 

الأوبئة مثل الماء والهواء.. فى كل مكان وفى كل عصر وفى كل جو وفى كل فصل من فصول السنة وفى كل جنس رجل وامرأة وولد وفتاة.. مقاومة الأوبئة عمل روتينى فى كل مستشفى وكل عيادة وكل بيت وكل أم.. الأوبئة عمل روتينى لا يشمل كل الطب فى طول البلد وعرضها ولا عمل غيره.

نعم.. وزارة الصحة تقوم بعمل خرافى من أجل مقاومة وباء «كورونا».. ونظافة مصر عمل أكثر من رائع ولكن هذا لا يمنع من أن أسأل عن حلم مصر منذ عشرات السنوات حلم «تأميم الطب»!!

<>

كتبت وكتبت كل الصحف وبعض وسائل الإعلام أن مصر بدأت «تجربة» التأميم منذ شهور قليلة فى بورسعيد بالذات وبعض مدن القناة.

<>

ولشغفى ومدى حبى واهتمامى بهذا الأمر بالذات.. منذ أيام السادات خلال إقامتى فى باريس مرافقا زوجتى المريضة.. وتمر الأيام وأفاجأ بقرار من السادات لكى أقابل الدكتور محمود محفوظ وزير الصحة فورا.

كانت مفاجأة كبيرة لى..

سافرت إلى باريس لاستكمال شفاء زوجتى.. وعندما عدت بعد وفاتها - رحمها الله - نسيت حكاية «محفوظ».. وكان هذا خيرا لى.. فقد كنت فى حرج كبير.. ليس لدى أى معلومات عن «تأميم الطب».. هذا له رجاله.. لذا لم أسع قط لمقابلة الدكتور محمود محفوظ.. وقرأت صدفة كان الدكتور محفوظ عديل صاحب مدارس المروة فى العباسية وهو صديق لى سنوات.. لذا بدأ اتصالى بالدكتور محفوظ بناء على أمر السادات!!

كنت صريحا مع الدكتور محفوظ.. ليس لى أى علم بقانون تأميم الطب الفرنسى قط.. لا دراسة ولا تجربة.. فقط مجرد حديث الأصدقاء فى باريس حيث قضيت 14 شهرا فى المستشفيات فى باريس.

كتبت رغم أننى الخطوط الأولى لأضخم مشروع يهم أى شعب.. حتى قيل يوما «عض رغيفى وأعطنى الدواء!!» وكان هذا أيام ما أسموه ثورة الرغيف أيامها!!

<>

هذا المشروع السريع تم إهماله فى نهاية حكم السادات.. ثم تم تمزيق المشروع بعد ذلك.. كما تم هدم الصالحية التى كانت كفيلة بحلم الاكتفاء الذاتى من القمح دون استيراد وغير ذلك من المشروعات.. ثم تطورت الأمور بعد ذلك إلى أن جاء الرجل الذى لا ينام الليل مادامت هناك طوبة لم توضع ليتم البناء.. هنا ظهر الأمل.

<>

ثم توالى عدد رؤساء للوزارات ووزراء الصحة وسافرت بعثات إلى الخارج وتشكلت مجموعات من الوزراء لدراسة الموضوع من كل الوجوه.. حتى وصلت إلى حكاية بورسعيد ومدن القناة كتجربة عملية.. هنا وقف الأمر عند هذا الحد.

<>

ومن فوق سرير المرض أقرأ معظم الصحف والمجلات فلا أجد شيئا عن تأميم الطب فى بورسعيد ومدن القنال.. فى باريس أدفع ما يوازى 12 جنيها كل شهر لعلاجى وعلاج كل أسرتى وكل من يعمل عندى.. فماذا أنتم فاعلون؟!