رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 

 

 

تتعدد الروايات والحكايات التى تدور حول المواقف العبقرية للرئيس الراحل أنور السادات.. سواء على المستوى العسكرى أو السياسي.. وكيف كان هذا الرجل يتمتع بقدر هائل من الدهاء والذكاء الغريزي.. كما كان يتمتع بقدرات اتصال وتخطيط خارقة وفهم عميق للأحداث واستشراف للمستقبل بصورة لا يضاهيه فيها أحد.

 •• من هذه الروايات

ما سبق تناوله وتداوله لعدة سنوات.. حول الحوار «الأسطوري» الذى دار علنًا بين السادات ومناحم بيجين رئيس الوزراء الإسرائيلى إبان الزيارة التاريخية التى قام بها الرئيس المصرى للقدس فى 19 نوفمبر 1977.. وهو الحوار الذى ظل حتى الآن مضربا للمثل حول عبقرية السادات وذكائه وشجاعته.

انكشف ذلك.. حينما سمحت وزارة الدفاع الإسرائيلية بنشر محضر اجتماعات هيئة أركانها الذى عقد عقب الزيارة بثلاثة أيام. فقد كشف محضر الاجتماع  أن هذا الحوار بالذات قد هز إسرائيل وتسبب فى حالة رعب شديدة لدى قادتها.. وصلت بهم إلى اعتباره إشارة لاستعداد السادات لشن حرب جديدة ضدهم.. وهو ما دفعهم إلى إعلان حالة الطوارئ القصوى بين صفوف جيشهم.

< ما="">

أن بيجين خلال اللقاء حاول استفزاز السادات.. فقال ردًا على أحد أسئلة المُحاوِرَة الإسرائيلية التى أدارت اللقاء: «أعتقد أننا يجب أن نضع الأساسيات هنا فى أورشاليم القدس الليلة وغدا.. لمباحثات صريحة وجدية لكل المشاكل العالقة.. وإذا كان الرئيس جريئًا ليدعونى إلى القاهرة (وأمال رأسه ناحية السادات وأخذ يهز ركبتيه منتشيًا ومتحديًا) سنكمل فيما بعد».

فى هذه الأثناء كان السادات مشغولا بسحب نفس عميق من غليونه.. فأبعده قليلا عن شفتيه ورد بسرعة بديهة مذهلة: «الحقيقة أنا أخطط لأدعوه إلى ».. ولم يدرك بيجين فى البداية مغزى ما نطق به السادات فقال له: «أشكرك يا سيدي».. ثم توقف فجأة وسأله مندهشًا:«أين؟ مَن؟!».. فرد السادات بهدوء والغليون مازال فى فمه «سيناء».. فأجابه بيجين: «حسنا.. أنا أدعوك».. فأطلق السادات ضحكته المجلجلة الشهيرة وأشاح بوجهه عن بيجين وأشار له بكف يده إلى الخارج على الطريقة المصرية.. وكأن لسان حاله يقول بالعامية المصرية: «والنبى تتلهي»..!!

<>

كان واضحا.. وهو ما ثبت بعد ذلك بالفعل.. أن السادات قصد من كلامه أنه عازم على أن يسترد كامل أرض سيناء من الإسرائيليين.. وأن هذا هو ما ذهب من أجله إلى القدس.. بينما بيجين كان يستبعد ذلك تماما.. وهو ما قصده برده الأخير «حسنا أنا أدعوك».. اى أنه هو الذى سيدعو السادات لزيارة سيناء التى ستظل تحت الاحتلال الاسرائيلى الجزئى.. ولذلك فقد اعتبر قادة الجيش الاسرائيلى كلام السادات تلميحا وتهديدا بالحرب.. فأعلنوا الطوارئ.